السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب ماجستير مغترب في الخارج، قبل التخرج من مرحلة البكالوريوس عانيت من ضغوط ومشاكل أودت بي إلى الاكتئاب، والطبيب النفسي شخص حالتي بما يسمى (MDD Major Depression desorder)، وكذلك الوسواس القهري، وكتب لي دواء السيرترالين 50 mg وكذلك Olanzapin بمقدار 5mg، وبدأت في استخدام هذه الأدوية قبل شهر، وتوقفت عن أخذ Olanzapin بعد استشارة طبيبي النفسي، حيث أنه سبب في ارتفاع مستوى السكر في الدم.
لاحظت في الآونة الأخيرة سماع أصوات قبل النوم كأن شخصا يناديني أو يتحدث لي، وصراحة أنا لا أستطيع التفريق فيما إذا هي أصوات أم مجرد أفكار أنا اختلقتها، وفي النهار تتوالى الأفكار في عقلي بدون توقف وتقفز من موضوع لآخر، مما يجعل تركيزي صعبا جدا، ومزاولة يومي تكون أصعب.
فهل الهلوسة السمعية قبل النوم والأفكار السريعة المتداخلة من أعراض الاكتئاب، أم من الممكن أن تكون أمراضا ذهانية أخرى كالفصام؟
شكرا جزيلا، وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المؤيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
نوعية الهلاوس التي حدثت لك وتسأل عنها نسميها بـ (الهلاوس الكاذبة) أو (ما يشبه الهلاوس)، لأنك مدرك لها بصورة كاملة، وهذا النوع من الهلاوس يأتي في حالات القلق والإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي، لذا تظهر قبل النوم.
فيا أخي: أنا لا أعتبرها ظاهرة ذهانية، وليس هنالك ما يشير أن نوعية الاكتئاب الذي تعاني منه هو من النوع الذهاني.
لكن استوقفني حقيقة ما قام به الطبيب، وهو إعطائك جرعة صغيرة من الـ (أولانزبين)، أعتقد أنه كان حكيما في ذلك، لأن الاكتئاب النفسي الكبير في مثل عمرك، إذا كان شديدا ربما يكون مؤشرا على وجود شيء من ثنائية القطبية، يعني: أنه ربما تحدث لك نوبة انشراحية في المستقبل.
ومضادات الاكتئاب لوحدها قد لا تكون هي العلاج السليم مائة بالمائة.
هذه – يا أخي – مجرد تفسير لماذا قام الطبيب بإعطائك الأولانزبين، وطبعا الأولانزبين يعطى في حالات إذا كان هنالك تأكيد بوجود أعراض ذهانية مع الاكتئاب، والأعراض الذهانية مصاحبة للاكتئاب أعراض لها خاصية معروفة لدى الأطباء.
فما ذكرته من هلاوس – أخي الكريم – لا أراها هلاوس مرضية، لا أراها هلاوس كمعيار تشخيصي للأمراض الذهانية كالفصام مثلا، لكن قطعا أنت تحتاج لأن تنظم حياتك، لأن تنظم وقتك، لأن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، لأن تتجنب تناول الشاي والقهوة في فترات المساء، أن تحدد وقت النوم، أن تمارس تمارين استرخائية، وتمارس رياضة، هذه كلها أمور مهمة حتى تنام نوما هانئا وسعيدا، وتقلل من فرص الإجهاد النفسي والجسدي.
دائما في الاكتئاب الشديد كثير من الأطباء يفضلون إضافة بعض مضادات الذهان، فيا أخي: شاور طبيبك مرة أخرى، وإن كان هنالك حاجة لدواء بسيط يساعدك في النوم، مثلا عقار (كواتبين)، وهذا بجرعة صغيرة لا يرفع السكر، أو عقار (إرببرازول)، أو عقار (رزبريادون)، هذه كلها يمكن تكون ملحقات علاجية داعمة، مثلا الـ (إرببرازول) بجرعة خمسة مليجرامات، أو الـ (رزبريادون) بجرعة اثنين مليجرام، وحتى هذه الهلاوس الكاذبة الإجهادية سوف تختفي أيضا حين يتم تدعيم السيرترالين بأحد مضادات الذهان بجرعة صغيرة، وإن كانت حالتك ليست حالة ذهانية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.