السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من مرض ممارسة العادة السرية المرتبطة بمرض الخيال الجنسي منذ أكثر من خمس سنوات إلى الآن، حاولت تركها بالإكثار من الصيام، وقراءة القرآن الكريم، وممارسة الرياضة حتى تتفرغ الطاقة، ولكن للأسف لم أستطع تركها أبدا؛ لأنها مرتبطة بمرض الخيال الجنسي.
أريد جلسة نفسية كتابية لعلاج هذه الحالة، مع وصف الأدوية التي تعالج الشذوذ الجنسي لمثل هذه الحالات والتي يستخدمها أطباء النفس لعلاج مثل هذه الحالات، وهل أدوية الضعف الجنسي تحسن هذه الحالة بشكل ملحوظ وممتاز جدا؟ وهل الطبيب العام يستطيع أن يقدم وصفات طبية لأدوية الزيروكسات والبروزاك؟ وهل مرت عليكم مثل هذه الحالات في المراكز الصحية؟ وكيف تم علاجها والتعامل معها؟
وشكرا جزيلا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أنت صغير في السن، وفي بدايات سن الشباب، وأعتقد أنك إذا لم تصحح مسارك النفسي والوجداني والسلوكي والجنسي في هذه المرحلة سوف يصعب حقيقة تغيره بعد ذلك، والتغيير يأت منك أنت -أيها الفاضل الكريم- لا أحد يستطيع أن يغيرك، نعم المرشد النفسي والاختصاصي النفسي قد يعطيك بعض المواجهات، ولكن التغيير يأت منك أنت، وأول ما تعلمه وتعرفه ويجب أن تقتنع به هو أن تعرف أن الله تعالى قد حباك وحبانا جميعا بالمهارات والمعارف والخبرات لنغير أنفسنا، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، وهذا ينطبق انطباقا تاما على ما أسميته بالخيالات الجنسية، هي تحت الإرادة، ولا تجعل نفسك هشة أبدا، كن رجلا يقظا، تسقط تماما هذه الفواحش من مخيلتك، ارتق بنفسك، اسمو بنفسك، وتوقف عن ممارسة العادة السيئة، لأن العادة السرية هي الرابط في حالتك، نعم، وإذا بتر الأصل تسقط الفروع.
إذا الأمر بيدك أنت تماما، طبعا الصلاة والصيام وقراءة القرآن هي داعمة للإنسان، ولا شك في ذلك، وهي تقود إلى السلوك القويم، لكن الإنسان إذا لم يرتقي بصلاته التي لم تنهاه عن الفحشاء والمنكر فيجب أن يقتنع ويراجع نفسه أن هنالك خللا، خللا حتى في عبادته.
أيها الفاضل الكريم: عليك بالصحبة الطيبة، عليك بالتوقف من العادة السرية، عليك ببر والديك؛ هذا يفتح لك آفاقا عظيمة، ويزيل عنك الشوائب، عليك أن تجتهد في دراستك، أنت ذكرت أنه ليس لديك وظيفة، من المفترض أن تكون في مرفقك الجامعي، فإذا التعليم، التعليم، والتعلم، لأن الإنسان في هذه الدنيا إذا امتلك الأموال والعقارات وكل شيء يمكن أن يفقده، لكن الدين والعلم لا أحد يستطيع أن يأخذهما منك أنت، لا تفقد منك، لأنها جزء من الكيان الإنساني البشري.
واسع دائما في عمل الصالحات، كن بالواجبات الاجتماعية، رفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، ممارسة الرياضة، الخروج مع الصالحين من الأصدقاء، القراءة، الاطلاع، ... التغيير في شيء سلوكي لا يتحقق أبدا إلا إذا كان التغيير على جميع المرافق الإنسانية والسلوكية في حياة الإنسان. الإنسان كتلة واحدة، وعلى هذه الكيفية التي ذكرتها لك تستطيع أن تتغير.
أنا لا أرى أن هنالك حاجة لعلاج دوائي، وإن كان البعض يقول أن أدوية مثل الـ (بروزاك) أو الـ (فافرين) قد تقلل من الدافعات والاندفاعات الجنسية المنحرفة، لكن العلاج هو سلوكي، وهذه الجلسة السلوكية التي طالبتنا بها، وها أنا قد أطلعتك على مقوماتها الرئيسية، وعليك بالتطبيق، وإن أردت أن تذهب إلى طبيب نفسي أيضا هذا سوف يساعدك، وعليك أن تتواصل أيضا مع إمام مسجدك. الطبيب العام يستطيع أن يصف لك الأدوية مثل الزيروكسات والبروزاك وكل مضادات الاكتئاب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.