السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
عمري 28 سنة، غير متزوجة، أعمل طبيبة، منذ عام تقريبا شاء الله أني مرضت وأصبحت في الفراش، واكتشفت انني مسحورة (سحر مأكول) وقمت بعدة رقيات، ولكن لازلت مريضة، تقدم رجل لخطبتي قبل مرضي يعمل في المستشفى، شاء الله أني لم أقبل به.
مع العلم أنه كان يتعبني دائما من منزلي حتى مكان العمل، وقلت له أن يدعني وشأني، ولكنه ما زال مصرا على خطبتي، وأنا لست في ظروف تسمح بالزواج أصلا، فأخبرت والدي بأن يتكلم معه، وهدده، ورغم ذلك لم يتوقف، ثم حصل على رقم هاتفي ولا زال يتصل بي ولا أرد عليه، واليوم أتت أخته لتخطبني، فأعلمتها أنني لا أريد أن أراه أبدا.
من فضلك أريد نصائح أنا تائهة ولا زالت أشعر بأعراض السحر، وأريد هذا الشخص أن يتركني وشأني ولا أريد الزواج به، وأنا خائفة أن يعمل شيئا خطيرا لعائلتي أو لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ختنا الفاضلة- وردا على استشارتك أقول:
يجب أن تحذري من أكل أي طعام أو تشربين أي شراب مجهول المصدر أو تشكين في صاحبه لأن السحر وإن خرج فإن صاحبه يمكن أن يجدده بطريقة أو بأخرى.
عليك وأهلك أن تبحثوا عن راق أمين وثقة من أجل استكشاف الحالة هل هي سحر أم حسد فإن تبين أنها كما ذكرت فيجب أن تبدئي بجلسات رقية مكثفة مع وجود أحد محارمك معك أثناء الرقية.
فعل هذا الرجل مريب رغم إن والدك قد حذره فلا يزال يتابعك ومصر على الزواج بك ولذلك يجب أخذ الحيطة والحذر منه سواء من الناحية الأمنية أو من ناحية التحصن بالأذكار من قبلك ومن قبل أسرتك.
أوصيك بالاستقامة على دين الله تعالى والمحافظة على أداء الصلاة والإكثار من الأعمال الصالحة كصلاة النوافل وتلاوة القرآن وصيام ما تيسر من الأيام الفاضلة والمحافظة على أذكار اليوم والليلة كاملة غير منقوصة فذلك سيجلب إلى نفسك الطمأنينة وسيكون حرزا لك من شر شياطين الإنس والجن.
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وتحيني أوقات الإجابة وسلي الله تعالى أن يشفيك مما تعانين وأن يقيك من العين والسحر وأكثري من دعاء ذي النون: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
اطلبي الدعاء من والديك فإن دعوة الوالد لولده لا ترد كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام.
لا تسمحي لذلك الرجل أن يختلي بك أو أن يستوقفك في أي مكان بعد الخروج من العمل وتعاملي معه برسمية شديدة في مجال العمل إن لزم ذلك.
لا تجعلي عقلك متشبعا بهذا الموضوع، اجتهدي في إشغال نفسك عن التفكير فيه، مع الاستماع للقرآن، في حال الفراغ في مقر العمل وأثناء الذهاب والرجوع من العمل.
إن شفيت من السحر وأعراضه فيجب أن تحصني نفسك صباحا ومساء بالأذكار والأدعية، عليك أن تجتنبي الغضب الشديد والفرح الشديد فإنها من المواطن التي بسببها ينفذ السحر إلى الإنسان.
نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في هذا الأمر وغيره، نسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يسمعنا عنك خيرا.