السؤال
أعاني من كثرة المشاكل والمصائب التي تواجهني باستمرار، ومن هذه المشاكل هي الزواج، فأنا أبلغ من العمر 27 عاما، فقبل 3 سنوات سافرت للخارج للدراسة لتأمين مستقبلي، واضطررت إلى تأجيل الموضوع، وحتى بعد أنهيت دراستي قبل 4 أشهر، وعدت إلى البلاد، وأنا أحاول أنا أخطو أي خطوة في هذا الموضوع ولكن بدون فائدة: إما بأسباب مادية أو بسبب ظروف طارئة تحدث لي.
أقسم لك بالله أني أرهقت نفسيا بسبب هذا الموضوع خاصة وأني كنت في بلاد أجنبية حيث الفسق، ولكني قاومت بعد الدعاء لله سبحانه وتعالى ليعجل بعودتي وتوفيقي في الدراسة والزواج، وأنا لم ينقطع أملي ورجائي بالله ودعائي بأن يعجل بزواجي كي أحصن نفسي بالحلال عن الحرام، وجزاكم الله خيرا مسبقا على النصح لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الله سبحانه برحمته وفضله يعين طالب العفاف، ولن يخذل الكريم سبحانه من علق رجاءه وآماله بالله، وهنيئا لك، بحفظ الله لك في بلاد الفسق، فاشكر الموفق لتنال المزيد، وكن في طاعة الله وأحسن للعبيد، وعود نفسك كثرة اللجوء إلى الله المجيد فإنه يجيب المضطر ويقرب له البعيد، ويصرف عنه وساوس الشيطان العنيد.
ولا داعي للقلق، فلكل أجل كتاب، وما على المسلم إلا أن يبذل الأسباب ويطرق الباب ثم يرضى بتقدير الحكيم الوهاب.
ولابد أن تكون للمؤمن عزيمة وإرادة يستطيع بها تجاوز العقبات، ويكرر بها المحاولات، وإذا أراد الإنسان أن ينتظر حتى تزول جميع المشاكل فسوف يطول انتظاره، وعجبا لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
فعلم نفسك الرضا بقضاء الله وقدره لتكون أسعد الناس، واشغل نفسك بكثرة الذكر، والزم تقوى الله واحرص على صلاة الاستخارة وجلسة المشاورة مع العقلاء من الشباب واجتهد في إيصال الخير للمحتاجين وكن عونا للضعفاء والمساكين، وثق بأن الذي حفظك في مواطن الشر سوف يحفظك وييسر أمرك فإنه قال في كتابه: ((إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون))[النحل:128].
والله ولي التوفيق والسداد!