السؤال
السلام عليكم.
سؤالي حول ما جاء عن العين وغيرها، فأنا أعاني من هذا الموضوع كثيرا، مع العلم أنه لم يقل لي أحد من قبل أنني (أحسد) عائنة، ولكن تصرفاتهم تدل على ذلك، وأنا بحد ذاتي سبب لي هذا الموضوع كثيرا من الإحراج وعدم الرغبة في مخالطة الناس، ولكن بسبب الظروف التي نعيشها يتوجب علي الدارسة والعمل، وأنا أدرس في الجامعة، وأقيم في الإقامة الجامعية مع اثنتين من صديقاتي، فدائما في وجودي تسقط الأشياء بمجرد النظر إليها أو السؤال عنها، وكثيرا من الأمور المتشابهة، حتى أنني أبقى في حيرة من أمري أقول دائما لماذا يحدث ذلك معي، حتى أنني لست حسودة لهذه الدرجة، ودائما أتمنى الخير لأصدقائي، وأحبابي وعائلتي، ولكن دائما في وجودي تفسد الأمور، ولا يحدث ذلك معي في الجامعة فقط حتى في مناسبات كالأفراح وغيرها وهذا ما يقتلني دائما.
وعندما قرأت عن الموضوع وجدت أنه يجب علي عدم مخالطة الناس وذكر اسم الله كثيرا، مع أنني دائما أقول (ما شاء الله) على أي شيء يعجبني ومع ذلك دائما ما أقع في مواقف محرجة جدا.
وسؤالي أن حال الدنيا اليوم يتوجب على المرأ أن يدرس ويعمل ولظروف الحياة، ولا أستطيع البقاء لوحدي بسبب دراستي، أو عمل، أو مناسبة، أو زواج؛ لأن عائلتي كبيرة ودائما توجد لدينا مناسبات وإقامة احتفالات في البيت، فأنا دائما أفكر كيف أحل هذا الأمر! لأن الأمر ليس بيدي وأعرف أنه ابتلاء، حتى أنني فكرت مرات عديدة في الانتحار وأقول لماذا يحدث ذلك معي أنا فقط، ثم أتذكر أن الانتحار حرام إذا ما الحل؟ أكاد أنفجر من نفسي وأقول لماذا خلقني الله؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- وردا على استشارتك أقول:
العين حق كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا).
للحسد والعين والسحر تأثير على البدن والروح معا، وهذا الأمر لا ينكره إلا من لم يتذوق نصوص الشرع من القرآن والسنة، فلقد أنزل الله تعالى آيات تتحدث عن الحسد وتأمر بالاستعاذة بالله تعالى من شر الحساد وما ذلك إلا لما في ذلك من الضرر على الإنسان.
الحسد هو نوع من العين ولكنه يقع دون أن ينظر للمحسود، بخلاف العائن فإنه لا يصيب الشيء بالعين إلا بالنظر إليه.
أرشدنا الله تعالى في حال رأينا ما يعجبنا أن نقول (ما شاء الله) فقال الله تعالى: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) فما أمر الله بأن يقول الرجل ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا لما للعين من تأثير فيؤثر على الزرع والثمر فكيف على البشر.
ويقول عليه الصلاة والسلام: (ما يمنع أحكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه وماله فليبرك عليه، فإن العين حق) وفي حديث آخر (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق)، ويقول صلى الله عليه وسلم قال: (ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة من أهل ومال وولد فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى آفة دون الموت).
قال العلامة ابن كثير: قال بعض السلف: من أعجبه شيء من ماله أو ولده فليقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
دلت الإرشادات السابقة على أن من قال ما شاء الله لا قوة إلا بالله، أو قال ما شاء الله تبارك الله حين يرى ما يعجبه أن العين والحسد لا يقع شيء منهما حتى لو كان حاسدا أو عائنا.
قد لا تكوني عائنة ولكن يحدث ذلك وفق قدر الله تعالى، ولا يجوز لمن حولك أن يتهموك بذلك.
عادة يكون العائن من الأشخاص الذين لا يرضون بما قسم الله لهم ويكرهون أن يروا نعم الله على عباده، وبما أنك لا تجدين هذا في نفسك فأنت لست من هذا الصنف.
لتكن من عادتك أنك إن رأيت ما يعجبك أن تقولي ما شاء الله تبارك الله ولا تلتفتي بعد ذلك لكلام الناس أو ظنونهم.
نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق.