السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة مررت بفترة من الضغط النفسي لمدة عام كامل تقريبا، مما سب لي الكآبة والقلق والخوف، لكن -الحمد لله- انتهت تلك الفترة بسلام.
آثارها ما زالت في حياتي إلى الآن، أعاني من القلق والخوف وخصوصا عند التفكير في المستقبل، وعدم القدرة على التركيز والحفظ، حيث تراجعت قدرتي على الحفظ والتذكر بشكل ملحوظ، مما أثر بشكل سلبي على مستواي الدراسي.
وصل بي الأمر إلى التفكير بترك الجامعة، ولا أعلم كيف أتخلص من هذه الحالة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الحمد لله أن الكآبة قد ذهبت، لأن الكآبة بالفعل تعطل الإنسان كثيرا، وبقي هذا القلق الذي أتمنى أن تجتهدي لأن تحوليه من قلق سلبي إلى قلق إيجابي، القلق السلبي بالفعل يشتت التركيز، يجعل الإنسان في حالة من التحفز السلبي واليقظة الزائدة، لكن القلق الإيجابي يحسن الدافعية عند الإنسان، ويمكن أن نجعل قلقنا إيجابيا من خلال حسن إدارة الوقت وممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، وطبعا الحرص على الواجبات الدينية.
هذه الأربعة هي الأسس الرئيسية التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يجدد طاقاته النفسية، ويحول القلق من قلق سلبي محتقن إلى قلق إيجابي ومفيد.
فيا -أيتها الفاضلة الكريمة-: أول الخطوات التي يجب أن تنتهجينها هي: أن تنامي مبكرا، أن تتجنبي السهر، هذه خطوة مهمة، لأن ذلك ينتج عنه استقرار كامل في الخلايا الدماغية والجسدية، ويحس الإنسان براحة كبيرة جدا، ويستيقظ الإنسان مبكرا، وبعد صلاة الفجر والاستحمام وتناول الشاي تبدئي المذاكرة، هذا وقت طيب، وقت فيه خير كثير، الرسول -صلى الله عليه وسلم- أفادنا أن هذه الأمة قد بورك في بكورها، وهذا الأمر قد جربناه في أيام الدراسة والطلابية، ولا زلنا ننتهج هذا المنهج، وهو الاستفادة من الصباح.
ويمكن أن تذاكري لمدة ساعة كاملة في الصباح قبل أن تذهبي إلى الجامعة، والإنسان حين ينجز إنجازات إيجابية في فترة الصباح يجد أن مشاعره وأفكاره كلها أصبحت إيجابية، يكون الإنسان مبسوطا، مسترخيا، يتابع الحصص الدراسية بشيء من الهدوء والسكينة وحسن التركيز. هذه خطوة مهمة جدا.
وأيضا من المهم جدا -كما ذكرت لك- أن تطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد العضلات واسترخائها.
إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الاستفادة منها من خلال تطبيقك للإرشادات التي وردت فيها، كما أنه توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء. فائدتها العلاجية عظيمة جدا في حالات القلق النفسي.
كما أن أي رياضة -مثل رياضة المشي- ستكون جيدة جدا بالنسبة لك.
لا بد بجانب تنظيم الوقت أن يكون لديك تواصل اجتماعي جيد مع صديقاتك، مع الأهل، مع الأسرة، احرصي دائما على بر والديك، كوني دائما متطلعة نحو ما هو طيب وجميل وإيجابي في مستقبل أيامك.
وحتى تكتمل هذه الإرشادات النفسية لعلاج القلق أود أن أصف لك دواء بسيطا جدا يساعدك أيضا في التخلص من هذا التوتر، -وإن شاء الله تعالى- يحسن من أدائك وتركيزك بصورة ملحوظة وجيدة.
الدواء يسمى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام) أنت تحتاجين إليه بجرعة صغيرة، حاولي أن تتحصلي على الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – وليس عشرين مليجراما، لأنك لست في حاجة لهذه الجرعة -تبدئي الجرعة بتناول نصف حبة- أي خمسة مليجرام- يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة -أي خمسة مليجرام- يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
توجد أدوية كثيرة، لكن يتميز السبرالكس بسرعة فعاليته، حيث إنه يحسن المزاج، ويعالج القلق والتوترات والمخاوف والوسوسة، وهو في ذات الوقت سليم جدا، وليس له أي مضار إدمانية أو تأثير على الهرمونات النسائية.
أرجو أن تأخذي بهذه الاستشارة وكل مكوناتها وحدة واحدة، لتستفيدي منها، والتطبيق مهم ليتغير نمط الحياة ويصبح إيجابيا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.