أشكو من عدة أعراض ولا أعلم هل هي أعراض نفسية أم جسدية؟

0 25

السؤال

السلام عليكم.
منذ ثلاثة أشهر شعرت بوخز خفيف في أذني عند الاستيقاظ من النوم، واستشرت أحد الأطباء أون لاين، وأخبرني بأنه يجب علي التوجه لأقرب مشتفى للتأكد من عدم وجود التهاب، وأخذ مضاد حيويا، وبالفعل خضعت لكورس المضاد الحيوي بالوريد لمدة ثلاثة أيام، شعرت بتحسن خفيف، ثم أصابتني حرارة وألم في أطرافي، وبعد انتهاء الفحص علمت بأن لدي ارتفاعا في كريات الدم البيضاء، وبدأت أقلق وأخاف واسمتر الحال تقريبا لمدة عشرة أيام، بعدها أصبحت أشعر بعدم الرغبة في تناول الطعام، ولدي غثيان وقلق مستمر، وفقدت الرغبة في الأكل والنوم تدريجيا حتى أكملت الشهرين.

وبدأت أراجع العديد من المستشفيات؛ لأن مشكلة الأذن عادت أقوى من قبل، وأيضا قلق وارتجاع، ودخلت في دوامة لا أعلم ما هي نهايتها، حاليا يجب علي عمل منظار ولكن لم يحدد موعدة بعد، علما بأنني أشكو تحديدا من ضغط بالأذن مزعج، وأنا أعاني مسبقا من الجيوب الأنفية، وعملت تخطيطا للأذن ومنظارا من الأنف والجميع يؤكد بأنني سليمة، والمشكلة مرتبطة بالارتجاع.

أنا قبل أخذ كورس المضاد لم أكن أشكو من معدتي، فهل ما أنا أعاني منه مرض نفسي أم جسدي؟

آسفة على الإطالة ولكني تعبت من المستشفيات، كما أنني خضعت قبل ثلاث سنوات لعلاج نفسي مدته ستة أشهر، أخذت دواء (ريمرون وسبرالكس) وتحسنت كثيرا، حاليا أنا آخذ (ريمرون) ربع حبة قبل النوم من أجل الغثيان والنوم، فهل تصرفي صحيح؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

كثيرا ما تتغير أحوال الناس من الناحية النفسية بعد الإصابة الفيروسية أو الباكتيرية، الالتهابات مزعجة جدا وكثيرا ما يتأتى منها قلق وتوترات وعسر في المزاج قد يصل – في بعض الأحيان – إلى نوع من الاكتئاب البسيط إلى المتوسط، وأعتقد أن الذي حدث لك هذا ناتج من العامل النفسي، وهذا لا يعني أننا ننكر أو نتجاهل أهمية العامل العضوي.

أنت لديك التهاب حقيق، لديك ارتفاع في كرويات الدم البيضاء، وهذا الأمر بالفعل يتطلب علاجا، وعلاجه بسيط جدا، والمضادات الحيوية والتي يحدد مدتها الطبيب.

أعراضك الأخرى هي أعراض نفسوجسدية، بمعنى أن القلق والتوتر ساهم في موضوع اضطرابات المعدة، وظهور الارتجاع بالشدة والحدة التي أزعجتك.

إذا حالتك حالة نفسوجسدية، توجد علة عضوية لكنها ليست خطيرة، تبعاتها، ونسبة لأنه لديك استعداد أصلا للقلق وللتوتر ازدادت لديك الأعراض العضوية. هذه الحالة نعتبرها نفسوجسدية – كما ذكرت لك – وإن شاءا لله هي بسيطة.

نصيحتي لك: لا تكثري من التردد على الأطباء والمستشفيات، حددي مواعيد مع الطبيب المختص، وحافظي على مواعيدك، وبعد أن يتم الفحص والمناظرة سوف يضع لك الطبيب الخطة العلاجية، وحاولي أن تعيشي حياة صحية، بمعنى: أن تجتهدي في كل شؤون حياتك، تكوني إنسانة إيجابية في المنزل، تكوني إنسانة إيجابية في المجتمع، تكوني متفائلة، يكون لديك تواصل اجتماعي إيجابي، تمارسي رياضة، الرياضة مهمة الآن لتقوية النفوس، ولتقوية الأجسام، والرياضة مفيدة جدا لعلاج الأعراض النفسوجسدية، خاصة الأعراض الناشئة من الجهاز الهضمي مثل الارتجاع. الحرص على الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن، وأن تجعلي لنفسك مشروع حياة، مشاريع الحياة مهمة جدا، إذا كانت دراسة، إذا كانت محاولة لحفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه، قراءة كتب معينة مفيدة .. المهم هو أن يكون هنالك مشروع لحياتك ذلك حقيقة يصرف انتباهك عن التوترات، ونكون قد وجهنا القلق التوجيه الصحيح، حولناه من قلق سلبي إلى قلق إيجابي.

هذه هي نصيحتي لك، وبالنسبة للعلاجات الدوائية: الريمارون دواء رائع، دواء سليم، وجرعة 7,5 مليجرام أراها جرعة جيدة، مفيدة، لكن يحتاج لتدعيم من خلال تناول دواء آخر مضاد للقلق، فيمكنك أن تتناولي عقار (بوسبارون) والذي يسمى تجاريا (بوسبار)، دواء ممتاز جدا لعلاج القلق والتوترات والأعراض النفسوجسدية، هو بطيء بعض الشيء؛ فيجب أن تصبري حتى يتم البناء الكيميائي الصحيح، وتتحصلي على فعاليته المرجوة.

الجرعة هي خمسة مليجرام صباحا ومساء لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها واجعليها خمسة مليجرام صباحا ومساء أيضا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

دواء بسيط، وسليم، وفعال، وغير إدماني، أسأل الله أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات