السؤال
السلام عليكم.
منذ عامين ونصف أحسست بألم منتشر في الصدر، وكان ألم حادا ومستمرا لا يذهب أبدا، بدأت رحلة البحث عن التشخيص السليم ابتداء من عيادة الباطنة، وعمل كل الفحوصات اللازمة، وعيادة الصدر، وعملت أشعة عادية على الصدر و CT و MRI وعلى الظهر، ولم يوجد أي شيء، ذهبت إلى عيادة القلب، وعملت رسم قلب وeko ولا يوجد شيء، عملت تحاليل دم كاملة، بما فيها الفيتامينات، وكل شيء بخير والحمد لله.
ذهبت إلى عيادة الروماتيزم، وعملت كل الفحوصات اللازمة، وكلها سليمة وفي النهاية توجهت إلى عيادة نفسية وعصبية بعد معاناة ٨ أشهر، مع الألم بدون توقف، ووصف الطبيب دواء تريبتزول حبة مساء ١٠ملج، وقرص ١٠٠ سوليان مساء، وقرصا صباحا، وأخبرني أنها من القلق والتوتر، وتؤثر على العضلات، وأن الدواء سوف يساعدني.
لقد تعرضت لأزمة نفسية بسبب مرض ابني بمشكلة في القلب، قبل بداية الألم ب ٥ أشهر، لقد تحسنت مع الدواء، والألم لم يختفي نهائيا، ولكن كنت أستطيع العيش على هذا الوضع.
هاجرت وأسرتي إلى فرنسا، وزرت عدة أطباء، وأجرينا نفس الفحوصات، ولكن دون جدوى، توقفت عن الدواء لمدة شهر، وعاد الألم بشدة، ذهبت إلى الدكتور وأعطاني ليركا وتيجراتول مع التريبتزول، لم يختفي الألم، ولكن خف كثيرا، هذا الألم دمر حياتي حرفيا، وأصبحت أصاب بنوبة من الفزع وأتعرق وأحس باكتئاب شديد عندما يشتدد الألم، لا أعلم أين أذهب؟ ولأي دكتور أتابع معه، أصبحت حزينا طوال الوقت وشارد الذهن، وتأثر عملي كثيرا وحياتي، أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي: كثير من الآلام الجسدية العضوية لا يوجد لها منشؤ عضوي، لا يعرف لها سبب، وفي هذه الحالات تعتبر هذه الآلام ناشئة من مكون نفسي، غالبا يكون القلق النفسي أو الاكتئاب النفسي، وهذه الحقيقة مثبتة علميا، وبكل أسف لا يتم الوصول إلى هذا التشخيص إلا بعد أن يدور الإنسان دورة طويلة جدا وسط الأطباء ويجري الكثير من الفحوصات هنا وهناك، ويدخل في حيرة من أمره، لأن الإنسان دائما يكون باحثا عن سبب عضوي ليفسر له أعراضه، والإنسان بطبعه لا يقبل التفسير النفسي، لأنه يعتبر في ذلك إضعاف وهشاشة له ولشخصه.
فأرجو أن تقبل هذا التفسير، الحالة التي لديك هي حالة نفسوجسدية، ربما يكون لديك قلق مقنع داخلي، ربما يكون لديك شيء من الاكتئاب، وهو الذي أشعرك بهذا الألم.
أنا أعتقد أنك محتاج أن تجعل نمط حياتك نمطا إيجابيا، وذلك من خلال: تنظيم وقتك – هذا مهم جدا – احرص على النوم الليلي المبكر.
ثانيا: الرياضة، الرياضة، الرياضة يجب أن تكون جزءا من حياتك، أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، رياضة السباحة، وأنا أعتبرها حقيقة هي العلاج الأساسي في حالتك.
الأمر الثالث: لا تتنقل بين الأطباء، هذا مهم جدا، ثبت نفسك مع طبيب واحد تراجعه مثلا مرة كل ثلاثة أشهر، طبيب الأسرة يمكن أن يكون مفيدا جدا، الطبيب الباطني يمكن أن يكون مفيدا، وحتى الطبيب النفسي إذا زرته مرة أو مرتين لا بأس في ذلك أخي الكريم.
النقطة الرابعة هي: أن تكون شخصا متفائلا، أن تغير فكرك ومشاعرك لتجعلها مشاعر وأفكار إيجابية، وهذا ليس بالصعب أبدا.
خامسا: الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل. ولابد – أخي الكريم – للإنسان أيضا أن يحافظ على الصلاة في وقتها، والأدعية والأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، أذكار النوم، أذكار الاستيقاظ، هذه تعطي الإنسان دفعة نفسية هائلة، وتبعث الكثير من الطمأنينة في النفوس.
إذا هذه هي نصائحي لك، وأنت الحمد لله لديك مهنة محترمة، وحاول أن تطور نفسك مهنيا، هذا أيضا – أخي الكريم – يصرف انتباهك كثيرا عن هذه الشكاوى والأعراض، ويثبت لك فعاليتك البدنية والنفسية.
الأدوية: مضادات الاكتئاب جيدة، والأدوية التي أعطاها لك الطبيب الأخير جيدة، وهي: اللاريكا، والتجراتول، مع التربتزول.
اللاريكا مفيد لكن عيبه التعود، فلا تتناوله أكثر من خمسة وسبعين مليجراما، خمسة وسبعون مليجراما أراها جيدة.
وأنا أرى أن تستبدل التربتزول – أو يمكن أن تتركه؛ لأن الجرعة صغيرة جدا، عشرة مليجرام مساء – يمكن أن تتناول عقار (دولكستين) والذي يسمى تجاريا (سيمبالتا) هو مضاد للقلق وللاكتئاب، ومحسن للمزاج، لكنه يتميز حقيقة بأنه يعالج مثل هذه الحالات النفسوجسدية.
التجراتول لا أرى هنالك حاجة له، لكن أحترم رأي طبيبك.
بالنسبة للدولكستين: تبدأ بجرعة ثلاثين مليجراما ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلها ستين مليجراما ليلا، واستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إذا رأى الطبيب من خلال المتابعات معه.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.