السؤال
السلام عليكم.
أعاني من اضطرابات نفسية قوية، قمت بالعديد من الفحوصات، وأخذت العديد من الأدوية، وعندما تابعت موقعكم الموقر وشاهدت المستفيدين منه، قررت مراسلتكم لعل الله تعالى يجعل الشفاء عندكم.
أعاني من مخاوف عديدة، رغم أني مواظب على واجباتي الدينية، وكثير الذكر -والحمد لله-، ولكن الخوف يلازمني في كل شيء، كما أعاني من اضطرابات المعدة، مثل الغازات والإمساك والإسهال، وشعرت فترة بضيق التنفس.
بحكم وضع البلاد والبطالة منذ عشر سنوات لم أحصل على عمل رغم كل المجهودات المبذولة بدون تقصير، فأصبت بالوسواس بسبب الوحدة والقلق، وأيضا أعاني من أعراض الرهاب الاجتماعي في المواقف، فأرجو منكم المساعدة على تجاوز هذه المحنة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
معظم الأعراض التي ذكرتها هي فعلا أعراض قلق وتوتر، حتى الأعراض الجسدية التي تعاني منها من اضطرابات في المعدة وغازات وصعوبة في التنفس هي في الحقيقة أعراض بدنية للقلق وللتوتر، ولا يوجد هناك سبب عضوي، والرهاب الاجتماعي أيضا من اضطرابات القلق – أخي الكريم – وطبعا زاد من مشاكلك النفسية هو عدم وجود العمل والإحساس بالفراغ.
إذا الأدوية وحدها ليست كافية لعلاج المشكلة – أخي الكريم –، تحتاج لفعل أشياء تؤدي إلى الاسترخاء، والحمد لله أنت رجل ملتزم بواجباتك الدينية، وهذا يساعدك كثيرا، ولكن هناك أشياء يجب عليك فعلها.
أولا: الرياضة، وبالذات رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميا تؤدي إلى الاسترخاء.
ثانيا: اجعل لك روتينا يوميا، وهذا سوف يساعدك أيضا في أن تشغل نفسك وتنشغل عن نفسك وأفكارك.
ثالثا: اجعل لك أهدافا قصيرة المدى، قد تساعد في إيجاد وظيفة، مثلا: التدرب على الكمبيوتر إذا كنت لا تجيد الكمبيوتر، أو الدخول في كورسات قصيرة لتقوية مهارات معينة تحتاجها في إيجاد وظيفة، أو محاولة الانخراط في التدريب حتى ولو كان بدون مرتب، فهذا أيضا يساعدك، وحاول أيضا أن تحسن مهاراتك في المقابلة الشخصية للوظائف، وهناك مواقع تساعد في هذا.
وقد يكون الرهاب الاجتماعي جزء من المشكلة التي تواجهك في مقابلات للوظائف، ولذلك علاجه مهم، وعلاجه دائما يكون بالعلاج السلوكي المعرفي، بتحليل المواقف التي تجد فيها صعوبة، وعمل برنامج لمواجهة المواقف الأقل صعوبة مع علاج القلق الذي ينتج عن هذا، والتدرج في المواجهة للمواقف الأكثر صعوبة حتى تختفي أعراض الرهاب الاجتماعي.
وفقك الله وسدد خطاك.