السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أحب الله من كل قلبي، وأريد أن أكون متلهفة للصلاة وقراءة القرآن، ولا أفعل ذلك ظاهريا وأقنع نفسي أني أفعله حبا، لكني لا أستطيع، أشعر بأني كافرة، وأن الله لا يحبني لأني لا أفعل واجباتي بحب، لا أعرف ما السبب؟ علما أني أتمنى أن أكون متدينة، وأحب الله والدين والأنبياء والصحابة.
أتمنى أن تفهموني، انصحوني، فأنا لا أريد أن أخسر آخرتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مغتربة في حياتي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعنا، وأسأل الله أن يرزقك اللذة في العبادة، وأن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:
- لا شك أن العبادة والطاعة لله تعالى تقوم على ثلاثة أسس، المحبة لله وللطاعة، رجاء الثواب من الله فيها، والخوف من عدم قبول العمل.
- وبما أنك محافظة على الطاعات ومستمرة عليها، فهذا يدل على أنك على خير، وقد تحقق فيك أسس العبادة، فأبشري بخير.
- وأما محبة الله ومحبة الطاعة، فإنها تتحقق بالمسارعة إلى الطاعة، وأن تحبي ما يحب الله من الطاعة ونحو ذلك، وأظن هذا متحقق فيك، وستقوى هذه المحبة بالاستمرار في الطاعات، وعليك بكثرة الدعاء وخاصة بهذا الدعاء بأن تقولي: اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب كل عمل صالح يقربني إلى حبك.
- وأما ما ذكرت عن نفسك بأنك تشعرين بأنك كافرة وأن الله لا يحبك، أو أن الطاعة ليست بحب، وإنما في الظاهر فقط، ثم تخافين من أن تخسري الآخرة، والجواب عن ذلك:
أن كل هذه التصورات عن نفسك مجرد أوهام لا حقيقة لها، والحقيقة الواضحة الجلية ومن خلال ما ذكرت عن حالتك أنك تحبين الله وتحبين طاعته، والله يحبك لأنه وفقك إلى طاعته، وأنت مؤمنة بالله ولست كافرة، لأن الكافر يشرك بالله ولا يطيعه، ولك في الآخرة الأجر والثواب -بإذن الله-، والذي أرجوه منك إزالة هذه التصورات عن نفسك، وكوني متفائلة، واحسني الظن بالله، وإذا جاءت لك هذه الأوهام، فاستعيذي بالله من شر الشيطان، لأن هذا من مداخله حتى يصدك عن طاعة الله وفعل الخيرات، وأرجو أيضا أن تطلبي العلم الشرعي، وأن تقرئي كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن قيم الجوزية.
كان الله في عونك.