السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 22 سنة، طيبة، وحسنة الخلق، وعاطفية جدا، ولا أقوى على إيذاء أحد، ولكن حين أغضب أصبح شخصية أخرى عكس شخصيتي الأصلية.
أغضب عندما يرتكب أحد الأشخاص خطئا معينا يؤذيني أو يؤذي أحدا من أفراد عائلتي فأصبح كالوحش لا أطاق، أصرخ وأضرب وأبكي ولا أفرق بين قريب أو غريب، كل ما أراه هو أنه هو الخاطئ ويصبح الكل ينظر إلي نظرة كره، مع أنني أصلي وأذكر ربي ولكني لا أتحكم في نفسي أو غضبي، فهل أعتبر مجنونة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ imane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخت العزيزة، إذا استطعت معرفة أسباب غضبك الداخلية، سوف تتخلصين من هذه المشكلة، لأنك سوف تفكرين أكثر قبل الرد على الآخرين، لأنهم ببساطة ليس لهم علاقة بما تعانيه من مشكلات. وفيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي سوف تساعدك بمشيئة الله في التخلص من هذه المشكلة:
- الحديث الداخلي مع الذات، وهذا يتطلب أن تراجعي نفسك، وتطرحين أسئلة على نفسك وتبحثين عن إجاباتها، هذا سوف يوصلك في النهاية إلى مصادر الضغط النفسي الذي يجعلك تعبرين عنه بالغضب تجاه الآخرين، اسمعي أبي الدرداء، وهو يقول: قلت: "يا رسول الله، دلني على عمل يدخلني الجنة"، قال: لا تغضب، ولك الجنة.ولو قرأت كتاب الله تعالى ستجدين أن الله تعالى امتدح عباده المؤمنين الذين يملكون أنفسهم عند الغضب، ويغفرون، ويصفحون، ويحلمون، ويعفون بقوله تعالى: {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} [الشورى:37]، وقال تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران].
- اعملي على "تقليل الحساسية بشكل تدريجي،" من خلال الاسترخاء، لأن الاسترخاء هو استجابة تتناقض كليا مع الغضب والقلق، فاعط لنفسك قسطا من الراحة، ومارسي تمرينات الاسترخاء والتنفس، فهذا سيخلصك من المشاعر السلبية الضاغطة.
- فكري مليا قبل إصدار الكلمات، وهذا في البداية سيتطلب منك تدريبا والتزاما، وبعد أن تصبح لديك "عادة التفكير قبل الحديث" ستشعرين أنك أصبحت أكثر هدوءا وأقل غضبا ولا تخوضين في نقاشات ليست ذات أهمية، إن الصمت قليلا قبل الكلام يعطي فرصة للدماغ لأن يفكر بطريقة أكثر عقلانية وإيجابية، ويساعد في انتقاء الكلمات اللائقة وغير الجارحة التي تليق بالموقف ولا تتعداه، وهذا بالتالي سيحدد المسافات بينك وبين الآخرين، وسيعود عليك بعلاقات أكثر اتزانا وهدوءا مع الآخرين، ولا يجعلك تفقدين علاقاتك معهم جراء الاندفاعية والغضب المبالغ فيهما كما كنت في السابق.
- مارسي رياضات ممتعة والتي ترين أنها تتناسب مع وقتك وجسمك، فالرياضة سواء أكانت مشي أو سباحة أو غيرها، فإنها تخفف من الضغط النفسي والتوتر.
- لا تحملي أي ضغينة تجاه أي شخص، فالتسامح أداة قوية جدا للراحة النفسية، لأنه إذا سيطرت عليك المشاعر السلبية ستشعرين بالمرارة والظلم من الآخرين، لكن إذا كنت قادرة على مسامحة شخص أساء إليك أو أغضبك، فإن ذلك سيعود عليك بالرضا النفسي.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه