السؤال
السلام عليكم.
صديقتي نصرانية تحدثت معي بخصوص الدين الإسلامي، فهي تبحث في أمور الدين، وأنا خائف أن أرشدها للدين الإسلامي، وخاصة أن عندها تقبلا لذلك، والمشكلة تكمن في بيئتها المتعصبة، خاصة أنه قبل فترة قتلت فتاة أعلنت إسلامها في نفس البلدة التي تعيش فيها، وأخشى عليها من ردة فعل أهلها المتعصبين، فأرجو إرشادي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Khldoon حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابننا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على هداية هذه الأخت، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهديها إلى الحق، وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يحميها من شر كل ذي شر.
لا شك أن دعوة الناس إلى هذا الدين هو واجب، بل هي الأعمال التي تركها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أعناقنا، وعلينا أن نسمع الدنيا كلام الله تبارك وتعالى، وقد لاحظنا أنك رجل وهذه فتاة، فمن الأفضل دائما في دعوة الفتيات أن تتولاها الفتيات، حبذا لو وجهتها لداعية لتتابع معها، وعلى كل حال فلا مانع إذا تعذر هذا من أن تعرض عليها الإسلام، مع ضرورة أن تكون حكيما، إذ ليس من الضروري أن تبادر وللوهلة الأولى أن تعلن إسلامها صراحة، وتعاند أهلها، بل لها أن تكتم إسلامها وتتلطف مع أهلها حتى تجد الوقت المناسب والفرصة المناسبة، وعليها أيضا أن تعلم أن الإسلام الذي تريد الدخول فيه يأمرها بالإحسان إلى والديها، وبالوفاء لأهلها، وبالقيام بحقهم، فمن الناس من إذا آمن أو إذا اهتدى عاد أهله، هذا يعطي انطباعا غير صحيح ويزيد العداوة.
ولذلك من المهم جدا أن تستمر في دعوتها للهداية ودين الحق، لأن هذه هي رسالتنا، ومن الضروري أن تكون دعوتها إلى الإسلام فيها الحكمة، وفيها العلم، وفيها الوعي، ومن الضروري أن تدخل عن قناعة، وكذلك نشير من اللحظة الأولى وهي: ضرورة أن تربطها بفتيات صالحات عندهن معرفة بالشريعة، حتى يكن عونا لها على الاستجابة وعلى فهم هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
ولا نريد لها أن تلقي بنفسها للتهلكة وتعرض نفسها للخطر، ولكن من المهم أن يتمكن الإيمان في نفسها، وإذا تمكن الإيمان وآمنت بالله حقا فإنها ستحسن التصرف، فإن أحسنت التصرف ومع ذلك وجدت منهم العداء فأرجو أن يكون في الأخوات الفاضلات من يوفر لها المأوى ويوفر لها الحماية، وهذا هو دورنا كمجتمع مسلم.
إذا تمكن الإيمان في قلبها فإنها ستقبل كل التضحيات التي يمكن أن تتعرض لها، وتتجاوز كل الصعوبات التي يمكن أن تقف في طريقها، كحال السحرة الذين آمنوا بموسى - عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه - وكيف أنهم صبروا على الأذى، ومهر الجنة غال.
ونحن نتمنى من الله تبارك وتعالى أن يجعل هدايتها على يدك، وأن ييسر لها الهدى، ويثبتها على هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، والخوف المذكور لا يمنعنا من عرض الإسلام، ولا يمنع الآخرين من الدخول في هذا الدين، لأن الإنسان لا يملك أغلى من عقيدته، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، ولن يستطيع أهل الأرض أن يضروا مؤمنا أو مؤمنة إلا إذا قدر الله ذلك، فلنجعل إيماننا بالله، وتوكلنا على الله، واستعانتنا بالله، وعلينا أن نحسن عرض هذا الإسلام بكماله وجماله، ليكون دعوة للآخرين وتشجيعا للآخرين على الدخول في هذا الدين العظيم.
نكرر لك الشكر، ونسأل الله لنا ولك ولهذه الفتاة المذكورة التوفيق والهداية.