السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، في 18 من عمري، لا أعرف مقدار طولي، لكني قصيرة قليلا، لكن هذا لا يشكل لي عائقا، وزني 45k ، وأصبحت أعاني من كلام الناس عن نحافتي، كلي جيدا، إنك نحيلة، كما أني أبدو أصغر من عمري، وفي الحقيقة أجد نفسي عادية جدا، وعندما أنظر لوجهي في المرآة أرى وجهي جميلا، فلماذا يقولون لي إنك نحيلة؟
هذا الأمر سبب ضعفا بثقتي بنفسي، ووسواسا وحزنا دائما، مع كثرة التفكير، عدا ذلك فصحتي جيدة جدا، فكيف أعالج هذه المشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rajae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لكم تواصلكم معنا وثقتكم بنا ...
أعجبني جدا تقبلك لنفسك، وحبك لشكلك، مما يدل على أنك إنسانة متصالحة مع ذاتك، ولا تعانين من العقد فيما يخص المظهر ومقاييس الجمال.
إرضاء الناس غاية لا تدرك؛ فتختلف آراؤهم وأفكارهم، ومن الصعب جدا إرضاء أهوائهم، لكل منا أفكاره ومعتقداته فيما يخص حياته، فهناك أمور قد تحتاج منا فعلا إلى تغيير، فلربما لاحظ الناس من حولك أن هناك تصرفات تنتج منا وتحتاج إلى تعديل، فيعتبر هذا الأمر إيجابيا، ويجب أن نقابله بكل سعة صدر وترحيب؛ لما له من أثر بالغ في تطوير شخصيتنا.
أما فيما يخص المظهر الخارجي وخاصة شكل ووزن الجسم:
فهو أمر شخصي جدا، ولا يحق لأي شخص التدخل فيه، فالله سبحانه وتعالى خلقنا وأحسن خلقنا، وجعل بيننا الفروقات في الشكل واللون والطول، وفي أمور عدة اختص وحده سبحانه بالعلم بخفاياها، فلو أمعنا التفكير قليلا وسألنا أنفسنا لماذا خلقنا الله بهذه الصفات المختلفة، وهو قادر على أن يخلقنا جميعا بنفس المقاييس؟ فلا تدخل لنا في خلقه، وكل ما علينا الحمد والشكر لله على نعمه.
ابنتي العزيزة: لو كنت ذات جسم بدين لاعترض الناس أيضا، ولنعتوك بالبدينة!، ففي كلتا الحالتين لن تسلمي من ألسنتهم، فالبعض يجد متعة في النقد والتدخل في شؤون الآخرين، بالرغم من أن هذا الأمر ليس من حقه، فكل ما عليك هنا هو منع الآخرين من التدخل في شؤونك، وعدم إعطاء المجال لهم في فرض آرائهم فيما يخص حياتك، بشرط أن يكون هذا المنع مهذبا، وفي نطاق الذوق والاحترام لآرائهم، وعدم التحقير لهم، كقولك لهم: إن شكلي يعجبني، وأنا أتقبله، هذه الجملة كافية جدا .
اطمئنانك على نفسك أمر مهم جدا بين الفترة والأخرى، فمتابعة طبيب مختص بالتغذية وعمل التحاليل اللازمة أمر مهم جدا لكل الناس، وهو من باب الوقاية أيضا وليس بالضرورة المتابعة مع الطبيب فقط عند حدوث المشاكل الصحية ..
كما ننصحك بممارسة الرياضة، فالرياضة ليست شيئا ثانويا، إنما هي أساس وأسلوب حياة، بها يكون بدنك قويا بإذن الله، ويكون حصنا منيعا من الأمراض بأمر الله، وبها ينحت البدن كأجمل ما يكون، وتأخذ كل عضلة حجمها ورسمها وجمالها، وكل ذلك لا يكون من أجل أحد إنما هو من أجل نفسك (فقط)!!
لا تكترثي بالآخرين، واهتمي بنفسك، فهناك الكثير من الأمور الجميلة في حياتك تنتظر منك الاهتمام بها.
بارك الله فيك، ووفقك إلى ما يحبه الله ويرضاه ..