السؤال
السلام عليكم.
احترامي لكل القائمين على الموقع.
أعاني من عدم الشعور بشيء، وفقدت لذة الإحساس بالأشياء منذ 6 سنوات، كأني بليد المشاعر، وفي بعض الأحيان يأتيني قلق ووساوس فكرية وقهرية كممارسة الشذوذ، وكذلك أرق وقلة نوم، وأحيانا أشعر كأني غير موجود، ولا شيء موجود، أو أشعر بأني لست أنا، وأنظر للناس مرتعبا.
في 2019 توفي والدي -رحمة الله عليه-، وأصبت بوسواس الموت، واشتدت المعاناة عندما ذهبت لطبيب الأسنان لتركيب السن فأحسست في تلك اللحظة أني سأموت، وعدت للمنزل وحاولت نسيان الأمر، ولكن في صباح اليوم التالي استيقظت على ضيق تنفس أشعرني بالموت.
ذهبت للمستشفى، واستمر ضيق التنفس والرغبة بالغثيان، وأحسست بأن بطني مملوء بالغازات، والشعور بأن كرة في حلقي مع إحساسي بالتورم والحموضة المزعجة والكوابيس، وأحيانا الخوف من المجهول، لدرجة تأتيني فكرة وسواسية أن شيئا سيسقط علي، لكني أتمالك نفسي، هذا جعلني أشك بأني مريض بكل الأمراض، خاصة القلب الذي أحسست أنه سيخرج من مكانه، ولكن اكتشفت بعد ذلك أنها نوبة هلع، وأكثر شيء أزعجني شدة اختلال الأنية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Simou646 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في هذه السن دائما تكثر أعراض القلق والتوتر والوساوس، وهذا ما حصل معك في البداية، ولكن بعد وفاة الوالد أصابتك نوبة هلع واضحة وقلق وتوتر، فأنت الآن - أخي الكريم - تعاني من اضطراب هلع مع أعراض القلق، واختلاف الأنية هو من أعراض القلق، ولا تكون اضطرابا في حد ذاتها إلا إذا لم تكن معها أعراض قلق أخرى، وعندك طبعا أعراض قلق، وعندك طبعا نوبات هلع واضحة، وخوف من الأمراض والموت.
وعلاجك -أخي الكريم- هو علاج اضطراب الهلع والقلق، وقد يكون أنسب دواء لك هو دواء الـ (استالوبرام Escitalopram) أو ما يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) عشرة مليجرامات، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرامات - بعد الإفطار، لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج لعدة أسابيع حتى تبدأ في التحسن وتختفي الأعراض التي تعاني منها، ثم بعد ذلك استمر في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وعند التوقف منه يجب أن يتم هذا بالتدرج، وليس مرة واحدة، ومن أمثلة التدرج أن تحذف ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تماما.
وفقك الله وسدد خطاك.