السؤال
السلام عليكم.
أتمنى أن يجيبني الدكتور محمد.
أصبت بشظية اخترقت الجمجمة ووصلت إلى حد الدماغ، بعد الإصابة صار معي اختلاج بدأ قويا جدا، ومع مرور الوقت خف في الجهة اليسرى المتأثرة.
الدواء الذي كنت أتناوله فينتوئين، ولكن بعد مرور سنة نصف تقريبا سبب لي حالة توتر واكتئاب شديدة، وبعدها أصابني ضيق تنفس قوي، وشعور بكهرباء بعظمات الصدر، فذهبت للمستشفى، وبعدها صارت رقبتي تؤلمني، ثم أصابتني نوبة اختلاج فقدت الوعي، مع العلم أنه لم أفقد الوعي عند الإصابة أو بعدها، فأعطاني الدكتور تيجريتول، تحسنت حالي بعد مرور الوقت، ولكن أصبحت بعدم الإحساس بشيء، وذاكرتي أصبحت ضعيفة جدا لا أتذكر إلا القليل، ثم أصابتني زغللة في العينين، وعندما أذهب إلى مكان جديد لا أتذكر الطريق أو أية تفصيل، كما أني أصبحت عصبيا وانفعاليا.
بعد ذهابي إلى تركيا عملت في مصلحتي، مع أني معلم، وجدت صعوبة هائلة في الاستمرار بالعمل، وكأني حديث على ذلك العمل، فتركت العمل، لا أدري ما الذي حصل لي؟ مع العلم أنه قبل إصابتي بالتوتر كانت أموري جيدة جدا، وبعد فقدان الوعي أصبحت أجد ازدواجا بالرؤية، لم أكن ألاحظه، فهل أنا مصاب باضطراب آني؟ مع العلم أني لم أذهب لأي دكتور نفسي.
أفدنا جزاك الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك:
الحمد لله تعالى على سلامتك، ولا شك أن الإصابة كانت إصابة كبيرة، لكن نقول: الحمد لله وبلطف الله أنت الآن نحسب أنك بخير، رسالتك جيدة، رسالتك واضحة، وقد طمأنتني كثيرا على مستوى تركيزك، بالرغم من شعورك بعكس ذلك، تركيزك جيد، ولغتك منسقة جدا، وهذا دليل قاطع من الوظائف الدماغية الأساسية، خاصة الوظائف المعرفية جيدة جدا.
طبعا الإصابات الدماغية قد تؤثر على أماكن حساسة في الدماغ، كما تفضلت موضوع الاختلاج قد تؤثر على الذاكرة، قد تؤثر على وجدان الإنسان، التقلبات المزاجية، الشعور بعسر المزاج، القلق، التوتر... هذا كله قد يتأتى من هذه الإصابات الدماغية، لكن بفضل الله تعالى تدريجيا الإنسان يتحسن، وهذا هو الذي حدث في حالتك.
أنت ليس لديك اضطراب الأنية، أنت لديك شيء من القلق الاكتئابي البسيط، وهذا أثر عليك من حيث التركيز، من حيث ضبط الانفعالات، ومن حيث ظهور العصبية.
بالنسبة للعلاج: الـ (تيجريتول Tegretol) عقار رائع جدا، وهو مفيد في حالتك، أولا: يؤدي إلى انضباط كامل في كهرباء الدماغ، مما يبعدك عن أي تشنجات ناتجة من الإصابة السابقة، وقطعا هو أفضل من الـ (فنيتويين Phenytoin)، الفنيتويين دواء ممتاز ودواء قوي، وقد أفادك كثيرا حين تناولته لمدة سنة ونصف، والآن فعلا أعطاك الطبيب التيجريتول، والتيجريتول يحسن المزاج أيضا، ويمنع حقيقة التشنجات والدوخة، ويحسن التركيز.
أنا أود أن أضيف لك دواء آخر، دواء جيد، دواء يحسن المزاج، ويزيل هذه الانفعالات إن شاء الله تعالى. الدواء يسمى علميا (اسيتالوبرام Escitalopram) ويسمى تجاريا (سيبرالكس Cipralex)، تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناول هذه الجرعة الصغيرة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
وهناك دواء يسمى (نوتروبيل nootropil) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (بيراسيتام Piracetam)، تتناوله بجرعة أربعمائة مليجرام صباحا، وأربعمائة مليجرام مساء. هذا الدواء يحسن من الدورة الدموية الدماغية، مما يحسن من التركيز، يمكن أن تتناوله أيضا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة واجعلها أربعمائة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.
أخي الكريم: لابد أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، خاصة من خلال النوم الليلي. رياضة المشي إن شاء الله تفيدك كثيرا، حافظ على الصلوات في وقتها، وتلاوة القرآن بتؤدة وتركيز وتجويد وتدبر وتأمل، لا شك أنه سوف يفيدك كثيرا على مستوى الاستقرار النفسي، كما أنه سوف يحسن تركيزك كثيرا، وأسأل الله أن يكتب أجرك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.