السؤال
السلام عليكم.
منذ مدة طويلة جدا أعاني من جميع النواحي عندما كان عمري 15سنة، لا شيء يكمل معي، المهم الحمد لله أتممت دراستي، والتحقت بمدرسة قرآنية لآخذ إجازة في أحكام تجويد القرآن، والحمد لله وفي فترة قصيرة أصبحت أقرأ سورة البقرة يوميا، لكن لا أشعر بتحسن إطلاقا، بالعكس خاصة في الليل يحدث معي هلع وخوف، وكذلك أحس بأن شخصا يتحرش بي، بعدها أتعوذ من الشيطان وأقرأ المعوذات فأحس بأنه تراجع عني، وبعدها أستيقظ، فتنصحوني؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماجدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أختنا الكريمة وردا على استشارتك أقول:
عليك أن تكوني مدركة ومؤمنة بأن كل شيء في هذه الحياة يسير وفق قضاء الله تعالى وقدره لا يتخلف عن ذلك شيء أبدا سواء اكتمل الأمر، أم لم يكتمل فما كمل منها فبتقدير الله سبحانه وبعمل العبد لكافة الأسباب المشروعة التي أوصلته لتحقيق مراده وما لم يكمل فلتقدير الله تعالى ولعلم الله بأن العبد سيقصر في اتخاذ الأسباب الكافية.
من أركان الإيمان أن نؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى، فمن آمن بذلك ارتاح قلبه وزال عنه الشك والريب.
الرقية بالقرآن والسنة كمن يحمل السلاح في مواجهة العدو، فماذا ينفع السلاح إن كان حامله جبانا خوافا، وما عسى أن تنفع الرقية بتلاوة القرآن وقراءة الأدعية المأثورة إن لم يكن القارئ مؤمنا إيمانا كاملا بنفع ذلك، فتخلف حصول المنفعة من الرقية يرجع إلى ضعف إيمان القارئ أو عدم صلاحية المحل فيما لو كان الشخص يرقي غيره، فلا بد من حصول الإيمان والتصديق بالنفع من القارئ والمرقي.
عليك عند قراءة سورة البقرة أن تستحضري النية، وأن تنوي بتلاوتها الرقية والتحصن من شر شياطين الإنس والجن.
حافظي على أذكار اليوم والليلة وخاصة أذكار النوم، ولا تنامي إلا على وضوء ومستقبلة القبلة بعد أن تصلي الوتر، وتأتي بجميع أذكار النوم.
ما تحسين به هو محاولة مس، لكنهم لا يقدرون نظرا لذكرك لله تعالى، وعليك إن أتاك ذلك الإحساس أن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وسوف تجدين أنه يخنس ويتقلص يوما بعد يوم إلى أن ينصرف نهائيا، وإياك أن يتسلل إلى قلبك الخوف أبداء.
لا تجعلي هذه الأفكار والخوف مما يأتيك وأنت نائمة لا تجعليها تستولي على عقلك، بل عليك ألا تفكري فيها أيدا، واجتهدي في تجاهلها نهارا، وقبل النوم فإن بدأت الخواطر ترد عليك فاقطعيها، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وانهضي من المكان الذي أتتك فيه ومارسي أي عمل يلهيك عن ذلك.
اجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح فبذلك تستجلبين الحياة الطيبة البعيدة عن الكثير من المنغصات بإذن الله تعالى فقد وعد الله من تحقق فيه الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة فقال: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي ربك أن يصرف عنك ما تجدين، وأن يرزقك الاستقامة، وأكثري من دعاء ذي النون: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.