السؤال
السلام عليكم.
تزوجت منذ ثلاثين عاما، وأعاني من برود عاطفي وفقدان للحب والحنان من قبل زوجتي، وعدم انسجام فكري وعاطفي بيننا، وكلما أفاتح زوجتي بهذا الموضوع تتوتر، وتنهي النقاش بطريقة سلبية دون علاج للمشكلة التي تؤرقني وتضعني بحالة من عدم الاستقرار النفسي والعاطفي، وأحيانا يتحول لحالة عصبية وشجار.
أنا بطبيعتي إنسان عاطفي رومانسي، ولكن لا أجد في الطرف الآخر انسجاما بذلك، علما أنني ملتزم، ولا يوجد لدي أي ممارسات خاطئة خارج البيت، وأقدس الحياة الزوجية جدا بعكس الزوجة، ماذا أفعل لا أدري وتراودني أفكار للزواج من أخرى لتصحيح خطأ سوء الاختيار للزوجة الأولى، علما بأن أولادي كبار متزوجون، وحالتهم مستقرة والحمد لله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الأخ الفاضل – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونؤكد أن حياة ثلاثين عاما تحتاج إلى وقفات، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يوفق بينكم، ويجلب بينكم الحب والوئام، وأن يهدي لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
نكرر لك الشكر على التواصل مع الموقع، ولا نشجع فكرة الاستعجال في فتح بيت آخر قبل حل الإشكال الحاصل في بيتك، ونتمنى أن تعرض دائما ما في هذه الزوجة من إيجابيات وتضع إلى جوارها السلبيات المذكورة، ثم تتخذ الإيجابيات مدخلا إلى حوارها والنقاش معها، فمن المهم عندما تحاور هذه الزوجة أن تذكرها بما فيها من إيجابيات وبما عندها من حسنات، حتى تتهيأ لمسألة الحوار ومسألة النقاش الذي تريد أن تديره بينك وبينها.
وإذا كنت ولله الحمد ملتزما فنحن بحاجة أن نعرف من وجهة نظرك أسباب هذا التوتر الذي يحصل منها، وهل هذا الذي يحصل من برود ومن عدم تجاوب معك كان منذ البدايات أم كان في منتصف هذه الحياة الزوجية أم بعد أن وصلتم ثلاثين عاما من عمر هذا الزواج، ثم هل وجود هؤلاء الأبناء له أثر؟ يعني: هل هناك توتر بينكم في مسألة إدارة البيت أو الأولاد؟ لأنه أحيانا الأمور تتداخل فيما بينها، خاصة الزوجة تفكيرها – تفكير المرأة – تفكير متشعب، إذا كان هناك إشكال في تربية الأولاد والاتفاق على خطة موحدة، إذا كان هذا غائبا فإن هذا يمنع التفاهم في ملفات أخرى.
لذلك دائما الذي يريد أن يحاور زوجته ينبغي أن يبدأ فيعرض الملفات المتفق عليها، ويحمد الله تعالى عليها، ويشكر الزوجة على إحسانها، ثم بعد ذلك يقول: (بقيت لنا هذه النقطة نريد أن نتحاور حولها)، كما يسميه الفقهاء (تحديد محل النزاع)، فهذا يعين جدا في تهيئة النفوس لإدارة الحوار، ويهيأ أيضا إلى الوصول إلى نتائج صحيحة.
بغير هذا ينتهي الحوار قبل أن يبدأ، وكل حوار سيزيد التوتر، ولعل هذا هو الذي يحدث.
ولا يخفى عليك أن الشرع لا يمنع الإنسان من أن يتزوج بأخرى، ولكن ينبغي أن يكون الزواج أيضا مبنيا على أسس صحيحة، وبدوافع صحيحة، وليس لمجرد اختلاف مع الأولى فيفكر في أن يتزوج بثانية؛ لأن الثانية أيضا ستكون فيها إيجابيات ولها سلبيات.
والإنسان ينبغي إذا كره من زوجته شيئا أن يتذكر ما عندها من إيجابيات، استجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر))، فمن الذي ما ساء قط؟ ومن له الحسنى فقط؟ .. ولا يخفى عليك أن النقص يطاردنا رجالا ونساء، وطوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، وليعلم أن اعتراف الإنسان بأخطائه يعين الآخر أيضا على الاعتراف بما عنده من نقائص، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، ونكرر الترحيب بك، ونشرف بالمتابعة معكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.