السؤال
السلام عليكم.
عندي مشكلة وبصراحة أنا تعبان منها، وأتمنى أن أجد حلا لها.
أنا عمري ٢١ عاما، كنت مرتبطا بفتاة بنية الزواج، وقبل فترة شهرين أو أكثر تغيرت الفتاة علي كثيرا،
وعندما كنت أسألها تقول لي ظروف، المهم أنا يئست وقطعت العلاقة معها، وأخطأت بحقها واتهمتها وقلت أنها تتحدث مع شخص غيري، وبعد فترة تقريبا شهر تفاجأت بأن الفتاة لديها حساب وهمي، وتتحدث معي على أساس أنها فتاة من أقاربها، وصارت تحسسني بالذنب، وتقنعني بالاعتذار لها.
وفعلا ذهبت واعتذرت لها، وذليت نفسي لكي تسامحني، وتحدثت لها ولم أترك وعدا إلا ووعدتها إياه وفي الآخر رفضت، وقالت: ستسامحني ولكن بشرط أن نرجع أصدقاء، وأنا قبلت، ولكني أتمنى أن أعرف سبب التغيير وأفهم الذي حصل بالضبط، ولماذا تتصرف معي هكذا؟ بما أنها لا تريد التحدث معي فلماذا تتحدث معي من حساب وهمي؟ فهي ما زالت مصرة على الرفض بعد اعتذاري لها بكل الطرق مع أنني متأكد أنها تحبني.
وعندما أتحدث معها من حسابها الوهمي كانت تعطيني أملا بالعودة، بصراحة أنا ما زلت متعلقا بها، وأريد العودة لها ولكن لا أعرف كيف يتم ذلك؟ لأن الفتاة عنيدة جدا، فأنا أتمنى المساعدة.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Mohmd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – ابننا الفاضل – في موقعك، ونسأل الله لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يعينك على طاعته إنه الكريم المتعال.
أرجو أن ننبهك – ابننا الكريم – إلى أن الطريقة المذكورة في تكوين علاقات غير صحيحة، وهي سبب لشر كثير، والأخطر من ذلك أنها معصية لله تبارك وتعالى، والإنسان ما ينبغي أن يبدأ البدايات الخاطئة؛ لأنها لا توصل إلى نتائج صحيحة، ولا يخفى على أمثالك من الشباب الفضلاء أن الإنسان إذا وجد في نفسه ميل لفتاة فإن أول الخطوات هو أن يطرق باب أهلها، وأن يتوصل إلى محارمها، ثم يأت بأهله، حتى تكون العلاقة لها غطاء شرعي، فإن وجد ميلا وقبولا وتوافقا وانشراحا عند ذلك لا مانع من أن تتحول المسألة إلى خطبة رسمية معلنة، ثم تتحول هذه الخطبة بعد إكمال التعارف إلى عقد، ثم بعد ذلك تكملوا المشوار، و(لم ير للمتحابين مثل النكاح).
أما ما يحصل من الشباب – وأنت واحد منهم – من تجاوز في العلاقات، ومن تواصل مع الفتاة؛ فإن هذا تضييع للوقت، وهذا سبب لغضب الله تبارك وتعالى، وسبب لشرور كثيرة جدا، وسبب في عدم التوفيق في حياة الشباب أو الفتاة، ولا يمكن هذا الطريق طريق السعادة والاستقرار الأسري، لأنه حتى لو حصل وتم الزواج فإن الشكوك تطارد الشباب، والشيطان الذي جمعهم على المعصية هو الشيطان الذي يأت ليشوش، وما أريد به وجه الله هو الذي يبقى.
فلذلك أرجو أن تصحح الفكرة من بدايتها، فتوقف العلاقة تماما مع الفتاة، وإن كنت صادقا معها فاطرق باب أهلها، وقابل محارمها. ولا تحاول أن تتواصل معها ولا مع غيرها إلا في إطار وغطاء شرعي، حتى لا تقع فيما يغضب الله تبارك وتعالى.
وهذه الفتاة التي ترددت في القبول بها واحتالت عليك ودخلت بحساب آخر وتكلمت معك: أنا أقول لا تصلح لك ولا تصلح معها إلا إذا تاب كل منكم توبة لله نصوحا، وغير حياته تماما، وأقبل على الله إقبالا صحيحا، ثم جئت للبيوت من أبوابها، وسلكت الطريق الصحيح في الوصول إليها. بغير هذا لا ننصح أبدا بالاستمرار في العلاقة المذكورة، ولا في العلاقات الشبيهة التي ليس لها غطاء شرعي، وأنت مثل أولادنا، وهي مثل بناتنا، ولا نريد لكم إلا الخير.
هذا نصح أرجو أن يكون واضحا، وأرجو أن تنتبهوا له، ونتمنى من شبابنا أن يشتغلوا بدراستهم وبإعداد أنفسهم، فإذا أعد الشاب نفسه عند ذلك لا مانع من أن يبدأ رحلة البحث، ومن الأفضل أن تشاركه الأسرة، لأن السعيد هو الذي يجد فتاة يميل إليها وتكون الأسرة أيضا موافقة عليها، لأن هذا يعينه على الوفاء لزوجته وعلى الوفاء لوالديه وأسرته، فهم أيضا لهم حقوق، ونسأل الله أن يسعدكم، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
والفتاة المذكورة – سواء كانت عنيدة أو غير عنيدة – نحن نتكلم عن الطريقة الصحيحة في الوصول إليها، الطريقة الشرعية، والإنسان إذا سلك الطريق الصحيح فإنه لا يمكن أن يندم، ولن يخسر أبدا، وسيجد التوفيق من الله تعالى في حياته الأسرية وفي حياته بشكل عام، وعند ذلك يكون الوفاق كاملا، لأن الوفاق يكون بين البيتين وبين الأسرتين وفي إطار شرعي، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.