السؤال
السلام عليكم.
أنا مخطوبة منذ سنة، وعلاقتنا كانت طبيعية، ولكن منذ ثلاثة أشهر بدأ خطيبي ينفر مني ومن الكلام معي، ويفكر في فسخ الخطبة، وقد زارني منذ أسبوع وأخبرني أنه يشم مني رائحة عفنة لا تطاق لا أحد غيره يشمها، وينفر مني ولا يطيق التحدث معي، ويشعر بالاختناق من التحدث معي، هل يمكن أن يكون سحرا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
أود قبل الرد المباشر على استشارتك أن أنبهك إلى أن الخطوبة تعني أنك لا زلت امرأة أجنبية بالنسبة لهذا الشاب، ولذلك فما حصل بينكما من الكلام إنما هو نوع من التجاوز والمخالفة للشرع، وينبغي أن تتوقفا عن التواصل مع بعضكما.
بعض الناس حين يرى ما بين المخطوبين من التآلف والتجانس يحسدونهم، فربما أصابوكما بالحسد أو قام بعض من لا خلاق له بعمل سحر؛ لأنهم لا يريدون لأحد سعادة.
بما أن العلاقة فسدت فجأة ولم يكن هنالك أسباب يذكرها خطيبك أو تذكيرها أنت، فهذا يعني أن السبب خارجي ويدل على ذلك شعور خطيبك بالاختناق حين يتكلم معك، وكذا ما يقوله من أنه يشم منك رائحة كريهة لا يجدها غيره من أهل بيتك، فهذا ما يؤكد أن ثمة عمل خارجي، ولذلك ينبغي أن تعرضي نفسك على راق أمين وثقة وبحضور أحد محارمك من أجل أن يستكشف حالك، فإن تبين أن ثمة عمل خارجي فلا بد من بدء الرقية مع الاستمرار عليها حتى الشفاء -بإذن الله تعالى-.
أوصيكما بتقوى الله تعالى وبأداء ما افترض الله عليكما من العبادات وأهم ذلك الصلاة، ثم الإكثار من تلاوة القرآن الكريم واستماعه مع المحافظة على أذكار اليوم والليلة، ففي ذلك طمأنينة للقلوب وحصن حصين من حسد الحاسدين وكيد الكائدين.
لا بد من الاستمرار بالتحصن بالأذكار من الآن وأثناء الرقية وبعد الشفاء؛ لأنه يمكن ان يتم تجديد ذلك العمل أو أخبث منه.
على خطيبك كذلك أن يعرض نفسه على راق أمين وثقة؛ لأن الحسد أو السحر يمكن أن يكون هو المصاب به وليس بالضرورة أن تكوني أنت المصابة، ويمكن أن يكون العمل مشتركا بينكما، ولذلك لا بد أن يعرض نفسه على راق.
تضرعا بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنتما ساجدين وسلا الله سبحانه أن يذهب عنكما ما تجدان، وأكثرا من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
لقد طال زمن الخطوبة، ولذلك يجب أن تقطعا التواصل وأن تعجلا بالزواج فخير شيء للمحبين الزواج.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.