كيف أحسن الظن بالله وبعباده؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


أنا فتاة عمري ١٧ عاما، تعبت من كثرة التفكير عن الآخرين، بحيث إذا رأيت شخصا مذنبا أحزن عليه، لأني أعلم عواقب أفعالهم، وأنا ليس لي علاقة.

تعبت من كثرة ما أسيء الظن بالآخرين، وأريد تقبل الأقدار مثل: انتشار الفساد والزنا والحوادث، فقد تعبت من كثرة ما أسيء الظن بالله، بحيث أخاف إذا فعلت أي ذنب سوف يبتليني بشيء بشع، وأخاف أن الله سيبدل ديني إذا لم أشكره، وأنه سوف يأخذ كل نعمة بسبب ذنوبي، فكيف أحسن الظن بالله، ثم أحسن الظن بعباده، وأتقبل الأحداث، وبما كتبه الله.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ L.11 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بداية في موقعنا، ونسأل الله أن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:

لاشك أن المؤمن والمؤمنة يكره ما يقع به الآخرون من الذنوب، ولكن لا ينبغي أن يصل إلى الحزن والكآبة، لأن هذا الحزن لم نؤمر به في شريعتنا، لأن الواجب علينا تقديم النصح لهم بقدر ما نستطيع ، ولا ينبغي الحزن لأن إن الله نهي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى "لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين" (الشعراء)، أي: لا تذهب نفسك عليهم حسرات، فإن الهداية بيد الله، وقد أديت ما عليك من التبليغ.

من جانب آخر الأصل أن نحسن الظن بالآخرين، فمن أظهر خيرا نظن به الخير، وأما من وقع في منكر، فعلينا أن ننصحه برفق ولين، ولا ينبغي أن نعتبر ما حصل منه أنه ليس منكرا.

ومن جانب ثالث ، فإن الله شاء وجود هذه المنكرات وقدر وقوعها لحكمة بالغة، فلا يوجد شيء اسمه تقبل هذه الأقدار والرضا بها، بل الواجب علينا أن نغير هذه المنكرات بحسب قدراتنا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.

إذا وقعت في الإثم فسارعي إلى التوبة، والله يقبل التوبة من عباده، ويعطي العبد مهلة حتى يتوب، ولا يعالجه بالعقوبة فور وقوع الذنب، ولايجوز شرعا سوء الظن بالله تعالى، بل علينا أن نحسن الظن به، ومن علامات حسن الظن أننا إذا أذنبنا فعلينا أن نتوب، ونحسن الظن بالله أنه يتقبل توبتنا.

وأخيرا أخشى أن تصورك عن المنكر وأساليب تغييره أدى بك إلى الحزن وشيء من الوسواس، وينبغي أن تطلبي العلم الشرعي، فبحضور حلقات العلم ستظهر لك بعض الأخطاء التي وقعت فيها.

كان الله في عونك.

مواد ذات صلة

الاستشارات