ما هي توجيهاتكم لي في اختيار الأولويات؟

0 38

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عربي في منتصف الثلاثينات، لدي عمل براتب طيب وتحصينات اجتماعية جيدة، رغم أنني لا أحبه، كما أنني لا زلت أسكن بمنزل والدي لقربه من العمل واتساعه نسبيا في غرفة مستقلة.

ما أريد نصحكم حوله يتعلق بالخطوة القادمة التي علي أخطوها في حياتي التي تعاني من ركود مستفحل منذ مدة، فبين إيمان عاش فترة الصحوة في بداية الألفية ثم الاهتراء بسبب اكتئاب كما أشخصه مدة سنوات الباكالوريا مرحلة خطيرة، ثم التأرجح على طول المسيرة، وبين قصة حب بدأت بغفلة وتوسطت بمحاولة توفيق بين الالتزام والحب، و انتهت بانهيار الاثنين، وبين رغبة في متابعة دراساتي العليا بمنحة في الخارج وضغط السن من أجل تكوين أسرتي الصغيرة، خاصة أنني مبتلى منذ سنوات مراهقتي الأولى بمشاهدة المواد الهدامة والاستمناء، وبين رغبة ومحاولات متأصلة في حفظ كتاب الله والاستقامة على منهجه بتوسط واعتدال ورغبة في السفر واستكشاف حياة الأخرى عبر عالم الثقافات والإنسان، وما يتخلل ذلك من تجاوزات أحيانا.

نضيف إلى صراع الأولويات السابق، مسألة تقديم شراء السكن، ولا بد في ذلك من الاستدانة، أم شراء سيارة تعينني على تنقلاتي وبر الوالدين، أم الدخول في تجارة ما مضاربة أو مباشرة، وكما ترون فمشاريعي متشاكسة وأولولياتي مضطربة، وهذا خلق لدي عدم الاستقرار النفسي، وضعف الثقة في النفس والغير، وتراكم اللاقرار في معلم الزمان، فماذا أصنع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: الموضوع ليس عدم قدرة على تحديد أولوياتك، أو أن شؤونك متشعبة كما تظن! بل الذي تعاني منه ببساطة هو عدم وعي على قدراتك وإمكاناتك، وهذا يحدث مع أي شخص لا يمتلك هذا الوعي، أنت تريد أن تدرس، وتعمل، وتسافر، وشراء بيت، وغيرها من الطموحات، ولكن هل سألت نفسك فيما إذا كنت قادرا على فعل ذلك في ظل وضعك المالي والمعيشي الحالي؟

أخي العزيز: أنت بحاجة إلى إعادة تنظيم أولوياتك بشكل متسلسل، لذا ننصحك باتباع ما يلي:
- قم بتحديد أولوياتك ورتبها من المهم إلى الأقل أهمية، ومن الأولويات المستعجلة إلى التي يمكن تأجيلها.
- بعد تطبيق الخطوة السابقة، حدد قدراتك المالية والجسمية والأكاديمية، وقم بعمل مطابقة بين جميع الاشياء التي ذكرتها وبين إمكانياتك وقدراتك، مثال: قل "مشروع شراء بيت"، هذا لا أملك لأجله ما يكفي من النقود، إذا علي استثناؤه، مشروع إكمال الدراسة، نعم، ممكن أن انتسب لمعهد عالي مسائي والتخصص في شيء أحبه وأبدع فيه، وبهذه الطريقة سوف تعمل على فرز جميع ما ذكرت من أعمال تطمح لإنجازها، وتضيف ما يتناسب مع قدراتك، وتلغي ما لا يتناسب معها.

- اتخاذ القرار: بعد أن تتضح أولوياتك بناء على الخطوتين السابقتين، عليك اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وتمض في عملية التنفيذ، دون تراجع لتحقيق الهدف الذي سوف يوصلك إلى ما كنت تطمح إليه.

- بالنسبة للأفلام الإباحية: متابعة هذه الأفلام له أضرار ليس فقط على المستوى الديني ولكن على المستوى الصحي والنفسي أيضا. فالإفراط في مشاهدة الأفلام الإباحية ينتج عنه الوقوع في الإدمان، وضعف الرغبة بممارسة الجنس بشكل طبيعي، وضعف الانتصاب وسرعة القذف وذلك نتيجة حالة التوتر والاضطراب النفسي التي يعاني منها الشخص جراء الإدمان، وفقدان الثقة بالنفس لأن مدمن المشاهد الإباحية يصبح يقارن جسمه وعضوه الذكري بالأشخاص الذين يراهم في الأفلام، إضافة إلى شعوره بالاكتئاب نتيجة الشعور بالذنب والخجل بعد كل مرة يتم فيها مشاهد الأفلام الإباحية.

- لا تدخل على مواقع الكترونية تبث الأفلام الإباحية، واحذف التطبيقات التي كنت تدخل عليها لتشاهد مثل هذه الأفلام، واحذف من جهازك أي أفلام أو صور تم حفظها.

- في الوقت التي تأتيك رغبة جامحة وملحة لمشاهدة الأفلام الإباحية، قم بأداء عمل إيجابي يتناقض مع المشاهدة، مثل: الصلاة، قراءة القرآن الكريم، قراءة كتاب مفيد، ممارسة رياضة خفيفة، أو غادر المكان إذا كنت وحدك.

- احرص دائما أن تكون على وضوء، وصل جميع الصلوات في وقتها وتحديدا صلاة الفجر، فذلك يجعلك ذاكرا لله باستمرار ويبعد عنك الوساوس.

- بالنسبة للادمان العادة السرية: إحدى الآثار السلبية لإدمان العادة السرية، أنا الشخص يشعر بأن شخصيته غير متزنة ومرتبكة، والسبب أن تفكيره منشغل بالخيالات الجنسية، والجنس الآخر، وللتخفيف من العادة السرية ومن ثم الانتهاء منها، عليك البدء بالتقليل من عدد مرات الممارسة بالتدريج، وعدم الذهاب إلى السرير إلا عندما تشعر بالنعاس وأنك سوف تنام بأي لحظة، واحرص على أن تبقى على وضوء في جميع الأوقات، وصل كل الصلوات في وقتها، فهذه الإجراءات سوف تنظم تفكيرك بطريقة إيجابية تجعلك لا تفكر إلا بالأمور الإيجابية لجسمك، وتبعدك عن ممارسة هذه العادة التي تتطلب منك نقض الوضوء والاغتسال في كل مرة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات