السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أولا أريد أن أطلب من سيادتكم السماح على الإزعاج.
منذ أيام مرضت بحمى وقشعريرة وألم في الصدر، فبدأت تراودني فكرة فيروس كورونا، دخلت في نوبة من الهلع، وبدأت أبحث على قوقل عن حالات كورونا، وبدأت أقول نعم إنها نفس حالتي، ذهبت إلى مصحة خاصة، وضعوا لي الأكسجين، وعملوا لي الأشعة السينية قالت لي الطبيبة لديك حبة جد صغيرة في الرئة اليسرى بسبب البرد، وصفت لي الدواء، أخذته اختفت كل الأعراض؛ إلا الإسهال -أعزكم الله- فبدأت الوساوس تارة أخرى، لقد تعبت من هذه الحالة، فوسواس الموت يلازمني، لا أمارس حياتي الزوجية براحة، لدي طفل أفرغ أعصابي عليه، لا أعرف تشخيص حالتي، هل هو مجرد وسواس أم شيء آخر؟
أطلب منكم الجواب على سؤالي، فأنا أثق جدا بهذا الموقع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
لا شك أن جائحة الكورونا سببت الكثير من التغيرات النفسية والاجتماعية والأسرية والاقتصادية، والآن تجرى أبحاث كثيرة جدا حول الموضوع، واتضح أن قلق المخاوف الوسواسي أصبح أكثر انتشارا على ضوء انتشار هذه الجائحة، نسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع.
قطعا الناس تختلف كثيرا في درجة تأثرها بالأحداث الحياتية مثل ظهور جائحة الكورونا، هنالك البعض لديه مناعات نفسية قوية، وهناك البعض الذين لديهم مقدرات نفسية متوسطة، وهنالك من لديهم هشاشة نفسية، بمعنى أنهم سريعوا التأثر.
أنا أعتقد أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تتجاوزين هذا الوضع، وأنت طبعا على علم ودراية أن هذه المشكلة ليست مشكلة خاصة، ويجب ألا تشخصن، هذه مشكلة عالمية أصابت الكثير والكثير من الناس، والبشرية يجب أن تشارك في السراء وفي الضراء، فالشعور الجمعي بالمشكلة يؤثر آثارها النفسية على الإنسان، فأرجو أن تعتمدي على هذه الفلسفة النفسية الصحيحة.
وعيشي الحياة بكل قوة، الحمد لله لديك أشياء إيجابية جميلة في حياتك، ركزي عليها، أحسني إدارة وقتك، احرصي على الصلاة في وقتها، حافظي على الأذكار، مهمة جدا، خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ، فهي بإذن الله حافظة، واحرصي على وردك القرآني، أيضا ممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة أراها مهمة جدا، وكذلك ممارسة بعض التمارين الاسترخائية، هنالك تمارين التنفس المتدرجة، مفيدة جدا، يمكنك أن تطلعي على أي برنامج استرخاء على اليوتيوب، وتطبقي الإرشادات الموجودة فيها.
موضوع الحبة الصغيرة في الرئة: هذا يجب أن يتم تجاهله تماما، تقريبا تسعة وتسعين بالمائة من الناس الذين لا يشتكون من أي أعراض حين يتم تصوير الصدر لديهم تظهر هذه التغيرات وهذه الحبيبات هنا وهناك، وبعض التليفات البسيطة، هذه غالبا من نزلات البرد المتكررة خاصة التي تكون قد حصلت في أثناء الطفولة.
فاطمئني تماما أنك -إن شاء الله تعالى- في صحة جيدة، ويجب أن تكوني إيجابية فيما يتعلق بحياتك الزوجية والأسرية، وأن تتذكري النعم العظيمة التي أنت فيها.
أنا أريد أن أصف لك دواء بسيطا جدا لفترة قصيرة، لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي كثير، ولا لمدة طويلة، ولا بجرعة كبيرة،
الدواء الأجود والأفضل والأنسب لك هو العقار الذي يسمى (استالوبرام) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (سبرالكس).
الحبة تحتوي على عشرة مليجرام، وهناك حبة تحتوي على عشرين مليجراما، أنت لست في حاجة للجرعة الكبيرة - أي العشرين مليجراما - تحصلي على جرعة العشرة مليجرام، تناولي نصف حبة - أي خمسة مليجرام - يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة في اليوم - أي عشرة مليجرام - لمدة شهرين، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
إن شاء الله تعالى هو دواء بسيط كما ذكرت لك، غير إدماني، وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، أرجو أن تطبقي كل الإرشادات التي وردت في هذه الاستشارة حتى تستمتعي بصحة نفسية ممتازة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.