السؤال
السلام عليكم.
كنت أعاني من الوسواس الصلاة والوضوء قبل فترة، وتغلبت عليه، وبعد مشاهدة العديد من الفيديوهات التي تتكلم عن الوسواس القهري، أصبت بوسواس التفكير، فصرت أدقق بأقل التفاصيل، مثلا أني لم أدفع الحساب لشخص، وسوف يحاسبني عليه الله سبحانه، وعن وسواس الطلاق، أفكر أنه سوف يصيبني عندما أتزوج، وغيره، وإن لم أتعالج من هذا الوسواس، فسوف يستمر معي طويلا مثل المصابين به، وغيرها من الأفكار الخبيثة.
أعلم أن هذا وسواس، وقد قرأت أن هناك أدوية لبعض أنواع الوسواس، هل حالتي تحتاج لذلك؟ أفيدوني بنوع من الدواء يساعدني.
شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوسواس القهري الاضطراري يأخذ مسارات عدة عند الشخص حتى بدون علاج، وأحيانا تقل حدة الأعراض وتختفي تماما، وأحيانا تزداد، وأحيانا تختفي وترجع مرة أخرى. وهذا ما حصل معك - أخي الكريم - وهي عودة الوسواس مرة أخرى، نعم اختفى منك ولكن عاد بصورة أخرى في صيغة هذه الأفكار المتعددة والأفكار الخبيثة - كما ذكرتها - وطالما أنت تعاني - أخي الكريم - فأنت تحتاج لعلاج، وعلاج الوسواس إما أن يكون علاجا دوائيا أو علاجا سلوكيا معرفيا، أو الاثنين معا.
وواضح أن العلاج السلوكي المعرفي الذي قرأت عنه أو اطلعت عليه زاد من أعراض الوسواس عندك، ولذلك أنا أفضل أن تأخذ بعض الأدوية التي آثارها الجانبية قليلة جدا، وتنفع في الوسواس، وبالذات في سنك، مثل الـ (فلوكستين) أو ما يعرف بالبروزاك، وجرعته عشرين مليجراما، دواء يؤخذ بعد الإفطار يوميا، وأعراضه الجانبية تكاد تكون معدومة، وبالذات إذا استعملته بعد الأكل، وفي النهار، وتحتاج أن تستمر عليه لفترة ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، ثم توقفه بدون تدرج.
ولكن احتراما لرأيك وأنك لا تحب الأدوية فيمكنك التواصل مع معالج نفسي، بدلا من قراءة هذه المعالجات أو الوصف لأنواع الوسواس القهري، تواصل مع معالج نفسي وسوف يقوم بعمل عدة جلسات تتراوح بين 15 إلى 20 جلسة، والجلسة في كل أسبوع، لمدة خمسين دقيقة، يعلمك فيها مهارات معينة للتعامل مع هذا الوسواس، ويراجع ما حصل في الأسبوع من تقدم أو إخفاق، ثم يعطيك إرشادات أخرى، حتى تتخلص من الوساوس بإذن الله.
وفقك الله وسدد خطاك.