أخاف من العلاقات الاجتماعية والرد على المكالمات.

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من جلد الذات ولوم النفس المستمر، علما أن علاقاتي الاجتماعية قليلة جدا بسبب الخوف من تلك العلاقات، وأكره الرد على الهاتف، ولا أعرف ماذا أقول للناس، وإذا حاولت الكلام فإني ألقي اللوم على نفسي لسوء اختيار الكلام، وعدم حسن الرد، فما الحل؟

أعرف أنه يجب علي عدم التفكير فيما قلته من الكلام، ولكن لا أستطيع التحكم في نفسي، دائما بعد أي اجتماع أو اتصال أشعر بضيق شديد، وأرفض الكلام مع أحد، وأشعر أني أخطأت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

موضوع جلد الذات ولوم الذات نشاهده عند الذين لديهم نوع من القلق الاكتئابي البسيط، وطبعا هو شعور سخيف جدا، ويعطل حياة الإنسان من نواح كثيرة جدا، خاصة على النطاق الاجتماعي – كما ذكرت-.

هذه الحالة – أيتها الفاضلة الكريمة – يمكن الخروج منها من خلال: التدبر والتفكر في الأشياء الجميلة الطيبة الموجودة في حياتك، ولا تحكمي على نفسك بمشاعرك ولا بأفكارك، احكمي على نفسك بأفعالك، من خلال إنجازاتك اليومية، ويجب أن تحسني إدارة وقتك وتكوني شخصا منجزا، تبدئين مثلا بالنوم الليلي المبكر، تستيقظين لصلاة الفجر، تبدئين يومك بأذكار الصباح والمساء وتلاوة شيء من القرآن، وتبدئينه بكل أريحية وفرحة وتفاؤل، البكور فيه خير كثير جدا، والذي يبدأ يومه مبكرا يؤدي الكثير من الأشياء المطلوبة في يومه وفي حياته، وأنا متأكد أنه لديك مسؤوليات كثيرة، لديك مسؤوليات الزوجية والبيت، وهذا كله أمر يجب أن يشعرك بقيمتك الذاتية.

والإنسان الذي يحسن إدارة وقته ويستفيد منه بصورة صحيحة قطعا سوف يتخلص تماما من النواحي المزاجية السلبية.

بالنسبة للعلاقات الاجتماعية: أنا أنصحك بشيء مهم جدا، وهو: أن تعاهدي نفسك وأن تكون لك العزيمة والشكيمة والإصرار على ألا تتخلفي عن واجب اجتماعي، والواجبات الاجتماعية – أيتها الفاضلة الكريمة – معلومة ومعروفة، مثلا: تلبية الدعوات، دعوات الأفراح، والأعراس – وأي شيء من هذا القبيل – تقديم واجبات العزاء، زيارة المرضى، صلة الرحم، تفقد الوالدين، أو تفقد من كان له علاقة ودية معهم، تفقد الإخوان، القيام بالواجبات الاجتماعية يشعر الإنسان بقيمة إيجابية نفسية عظيمة جدا، هذه هي نصيحتي الأساسية لك.

وبقية العلاقات الاجتماعية وبناء نسيج اجتماعي متروك لك حسب ما تستطيعين.

من المهم جدا أن تمارسي رياضة ما، الرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، هذا الأمر الآن خاضع لبحوث كثيرة جدا، وقد اتضح تماما أن ممارسة الرياضة والصيام المتقطع ترفع جدا من معدل الصحة النفسية الإيجابية عند الإنسان، فاجعلي لنفسك نصيبا من هذا ومن ذاك.

أنا سأصف لك علاجا دوائيا بسيطا جدا يحسن من مزاجك ويزيل القلق -إن شاء الله تعالى-، ويحسن لديك الدافعية، الدواء يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، تحتاجين له بجرعة صغيرة، هناك حبة تحتوي على عشرة مليجرامات، وأخرى تحتوي على عشرين مليجراما، بالنسبة لك جرعة العشرة مليجرامات سوف تكون كافية جدا، ابدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرامات – يوميا لمدة عشرة أيام، ثم تناولي حبة واحدة يوميا – أي عشرة مليجرامات – لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجراماتا يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء دواء سليم، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية أبدا. فقط ربما يفتح أو يزيد من الشهية قليلا نحو الطعام، وإن حدث لك شيء من هذا يجب أن تتخذي التحوطات اللازمة حتى لا يزيد وزنك.

وإن استطعت أن تذهبي إلى طبيب نفسي، فإن هذا أيضا سوف يكون أمرا جيدا، لكن أعتقد ما ذكرته لك من إرشادات سيكون كافيا جدا إذا قمت بتطبيقه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات