السؤال
السلام عليكم.
أعاني من مرض الفصام أو الذهان منذ 6 سنوات، ووصف لي الدكتور دواء ريسبردال وسيروكسات وكمدرين، وأنا مستمر على هذه الأدوية، وحالتي كانت شبه مستقرة إلى أن أتتني تشنجات في المخ، فأعطاني دواء السيروكويل بدل الريسبردال، ولكن ما زالت التشنجات موجودة بل وزادت حدتها.
أعاني من تشنجات في المخ يخرج لساني معها للخارج كأني سأعضه، مع شعوري بتيبس المخ مكان الجبهة وعدم الإحساس في هذا المكان وصعوبة في البلع، أشعر بتشنج في الفص الأمامي عند البلع.
والمشكلة الأخرى أني أبلع ريقي بكثرة، ولا أدري ما السبب؟
أتمنى أن أجد عندكم حلا لمشكلتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: طبعا الحرص على العلاج والمتابعة مع الطبيب مهمة جدا في حالة الأمراض الذهانية والأمراض الفصامية، والحمد لله تعالى الآن معظم هذه الحالات أصبحت في متناول العلاج، خاصة للإنسان الذي يحرص على تناول علاجه، ومتابعته مع الطبيب، والإنسان يمكن أن يعيش حياة عادية جدا، ويمكن أن يعيش حياة طيبة جدا على المحيط الاجتماعي، وفيما يتعلق بالواجبات الدينية، وفيما يتعلق بالواجبات المهنية، بل الحرص على هذه الأشياء مهم؛ لأنها وسائل تأهيلية مهمة جدا، الدواء له دور، والتأهيل النفسي له دور أيضا من أجل أن يصل الإنسان لمرحلة الاستقرار النفسي التام والشفاء إن شاء الله تعالى.
أخي الكريم: بالنسبة لهذه التشنجات التي ذكرتها: طبعا الرزبريادون قد يؤدي إلى نوع من الانقباضات العضلية، هذا أمر معلوم، وفعلا قد يخرج اللسان، وقد يحس الإنسان بأنه في حالة انشداد عضلي، وقد تكون هنالك تلعثم في الكلام وزيادة في إفراز اللعاب، هذا العرض معروف، قد يحدث لبعض الناس الذين يتناولون الرزبريادال، لكن من المفترض أن يبطل الـ (كيمادرين Kemadrin) هذا الأثر الجانبي، حتى ولو كانت جرعة الـ (رزبريادال Risperdal) كبيرة.
الطبيب جزاه الله خيرا قام باستبدال الرزبريادال بالـ (سيوركويل) ويعرف أن السيوركويل لا يسبب هذه التشنجات، إلا فيما ندر، وندر يسير جدا، ولذا – أخي الكريم – أنا أعتقد أن حالتك تحتاج لأن تقابل الطبيب، وأن يجرى لك تخطيطا للدماغ، هذا أفضل – أخي الكريم – ويا حبذا أيضا لو قمت بعمل صورة مقطعية للدماغ حتى نتأكد من مستوى الإفرازات الكهربائية في الدماغ، وحقيقة التخطيط سيكون مهما، وهو فحص بسيط جدا جدا، وإذا اتضح هنالك أي نوع من الزيادة في كهرباء الدماغ -مثلا- سوف يتم إعطائك العلاج اللازم، هذه هي نصيحتي لك.
أما إذا كان الأمر متعلقا فقط بالآثار الجانبية للأدوية – وأنا أشك في ذلك كثيرا؛ لأن السيوركويل دواء نقي جدا ولا يسبب هذه التشنجات – ففي هذه الحالة يمكن الانتقال إلى دواء آخر مثل الـ (أولانزبين Olanzapine) لأنه لا يسبب أي نوع من التشنجات.
فيا أخي الكريم: أرجو أن تتبع هذه الإرشادات التي ذكرتها لك، وإن شاء الله تخطيط الدماغ سوف يحسم الأمر تماما.
ويا حبذا أيضا إذا صورت نفسك عن طريق الفيديو من خلال التليفون في الوقت الذي تأتيك فيه هذه التشنجات، وتقوم بعرضها على الطبيب، هذا جيد جدا؛ لأنها قد لا تحدث وأنت جالس مع الطبيب مثلا، لكن إذا قمت بتصويرها وعرضتها على الطبيب أعتقد أن ذلك سيكون مفيدا جدا ليتمكن الطبيب من تمييزها ونوعها: هل هي مرتبطة بالدواء؟ هل هي مرتبطة بكهرباء الدماغ؟
هذه وسيلة تشخيصية تساعد جدا، وأنا كثيرا ما أطلب من الإخوة والأخوات الذين يترددون علي في العيادات بأن يقوموا بتصوير أي حركة لا إردية أو تشنجات أو شيء من هذا القبيل، وبعد ذلك حقيقة وجدت أن الاطلاع عليه يسهل التشخيص تماما من خلال مراجعة هذا التصوير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.