السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أني أعاني من الإحباط والتشاؤم الدائم، ليس لي أصدقاء وعلاقتي مع أهلي متباعدة، وكثيرا ما أشعر بالوحدة والعزلة والكسل والملل.
أشعر بالضياع الفكري ونفسيتي غير مستقرة، للعلم: أ،ا مجتهدة في الدراسة إذا ركزت وأوليت اهتمامي، ومن بضعة أشهر كنت أعاني من مشكلات كثيرة منها طلاقي وأبي وأمي، وأعترف أني كنت مقصرة في واجباتي الدينية ولكني نويت أن أغير حياتي جذريا، أريد مساعدتكم ليطمئن قلبي وأستقر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الشعور بالإحباط والتشاؤم الدائم، وتباعد العلاقات مع الأصدقاء، وفقدان الطاقات، والكسل والملل، هي من صميم أعراض الاكتئاب النفسي، وربما تكون هنالك بعض الأسباب التي تسبب هذا الاكتئاب، وفي بعض الحالات لا تكون هنالك أسباب.
إذا كانت هنالك أي أسباب لابد للإنسان أن يعالجها، وأن يصل إلى الحلول المناسبة، وليس من الضروري أن نجد حلا لكل مشكلة، ولكن علينا أن نحاول .
كما أنه من أجل مقاومة الاكتئاب والأفكار المتشائمة لابد أن نحاول أن نغير مسار التفكير، بمعنى أن يصبح الإنسان أكثر إيجابية في تفكيره، وأن تحاولي أن تستبدلي كل الأفكار السلبية والتشاؤمية بما يقابلها من أفكار إيجابية، وهذا ليس بالمستحيل؛ حيث إن الله قد خلق العالم في ثنائية عجيبة، إذا نظرنا بدقة فسوف نجد أن لكل شيء مقابلا، فالخير يقابله الشر، والغضب يقابله الحلم، والقلق يقابله الارتياح والانبساط، والليل يقابله النهار، فأرجو أن تحددي كل الأفكار السلبية والتشاؤمية التي تنتابك وتقومي باستبدالها بالأفكار الإيجابية، وتركزي تركيزا شديدا على الفكرة الإيجابية حتى يتم تكوينها وغرسها في داخل الوجدان.
لا شك أن الحرص على الواجبات الدينية فيه إعانة كبيرة للمسلم في شؤون دينه وديناه، ونرى أن الدين من أفضل وأجمل السبل التي يستطيع الإنسان أن يحس من خلالها بالراحة النفسية الداخلية، مما يساعد على رفع كفاءته النفسية والتي سوف تؤدي إلى تحسن صحته النفسية بصورة ملحوظة .
أنت في حاجة إلى أن نصف لك أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والتوتر والكسل، ومنها العقار الذي يعرف باسم بروزاك، ويعد من أفضلها، وجرعته هي كبسولة واحدة من عيار 20 مليجرام، تؤخذ يوميا بعد الطعام، وتستمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر متواصلة، يمكنك بعدها أن تخففي العلاج إلى كبسولة كل يومين، وذلك لمدة شهرين، ثم يمكن أن تتوقفي عن العلاج.
وأخيرا: أرجو مزيدا من التفاؤل والتفكير الإيجابي والالتزام بالعلاج، وستجدين في ذلك إن شاء الله خيرا كثيرا.
وبالله التوفيق.