السؤال
السلام عليكم.
عندي أخ بعمر 13عاما، ولا أدري هل تصرفاته طبيعية؟ فهو يغضب لأتفه الأسباب، وحتى إنه يتشاجر مع أخته التي في الصف الأول، ويتشاجر مع أطفال صغار بعمر سنتين أو ثلاث، ويكذب كثيرا، وعندما يريد النوم يفرش على الأرض لينام يضع حوله 7 وسائد، وسابقا كان يحضر الكراسي حوله، ويحضر الألعاب، ولكنه نادرا ما يفعل ذلك الآن.
التعامل مع أخي صعب جدا، أمي تقول لي إنه بالعامية "درويش" ومعناه أنه ساذج قليل النباهة والذكاء، تقول لي: هذه شخصيته وعلينا تحمله، ولكن الأمر لا يطاق، فهو يصرخ لأتفه سبب، وإذا مزح معه أحد يغضب ويتشاجر، ولكنه يمزح معنا مزحا ثقيلا.
يفعل الشيء ونراه كلنا وبعدها يكذب ويقول: لم أفعل، ويقول الكلمة ونسمعه ثم يكذب ويقول: لم أقل، كما أنه لا يصلي.
إضافة إلى أنه يتحدث مع نفسه، مثلا يقف في منتصف المنزل ويحدث نفسه، وعندما تقول له أمي: أنت كبير لا تفعل هذا، يغضب وينفعل ويقول لا علاقة لكم بي.
هو طبيعي تماما، فهو لا يتكلم مع نفسه أمام الناس، ويغضب أمامهم، ولكن ليس كثيرا كغضبه أمامنا، وهو عنيد جدا، لا يتقبل النصيحة، يرى نفسه هو الصحيح.
تعبنا معه، فمثلا "وأعتذر عن اللفظ" يدخل يده في منطقته الحساسة، وعندما نقول له: هذا عيب يقول: أنا لا أدخلها في السروال الداخلي، أنا أدخلها فقط في البنطال، ونقول له: هذا عيب والمنظر هذا مقرف، يغضب ولا يتجاوب معنا!
الأسلوب الوحيد للتعامل معه هو القسوة والصراخ والضرب، وأحيانا نسأله سؤالا طبيعيا ويغضب منا كأن نسأله: هل عندك الريموت؟ فيغضب ويصرخ "حرفيا يصرخ"ويقول كيف يكون عندي..إلخ.. كيف نتعامل معه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على مصلحة هذا الأخ الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل فيه قرة العين لك ولوالديك، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن الذي يحصل من ابننا في هذا السن أمر مزعج، ولكن أرجو أن نقف مع بعض بعض الوقفات لنؤكد خلالها أن تعاملات أهل البيت معه لها علاقة بما يحدث، فإن اهتمامكم الزائد وانزعاجكم الزائد مما يشجع عنده هذه الحالة التي يحب أن يلفت بها النظر، يحب أن يكون مسارا للنقاش والحديث، والدليل على هذا أنه لا يفعل هذه الأشياء أمام الآخرين، وإنما يفعلها أمامكم فقط، وهذا دليل على أنه لا توجد خطة موحدة مثلا في البيت، ودليل على أنه مر بمرحلة كان فيها شيء كثير من الدلال، ودليل على أنه أيضا يعرف كيف يحرك أهل البيت وكيف يشغل الجميع، ودليل أيضا على أنه يعرف أن هذه الأخطاء التي تنزعجون منها هي التي تحرككم وتجعلكم تتكلمون معه.
عليه فنحن ندعوكم إلى ما يلي:
أولا: الدعاء له.
ثانيا: وضع خطة موحدة للتعامل معه.
ثالثا: التركيز عليه عندما يحسن، والتركيز على إيجابياته وليس على سلبياته.
رابعا: مقابلة بعض التصرفات التي يعملها بالتغافل والإهمال.
خامسا: تحميله مسؤولية الأخطاء التي يفعلها ويقع فيها.
سادسا: من المهم جدا إخراجه لفترات من البيت، مع الوالد يذهب به إلى الأماكن المهمة، ولا مانع من أن يأخذه لجلب الاحتياجات والأشياء الخاصة بالمنزل.
من المهم جدا أن تكون الخطة – كما قلنا – موحدة، وألا يكون هناك تفاوت، فلا نرضى مثلا أن يشتد هذا ويدلل من الآخر، ولكن يكون هناك برنامج يتفق عليه في التعامل مع هذا الوضع الذي عنده.
كذلك أيضا من المهم جدا شغله قبل أن يشغلنا، بأن نعطيه مهام ومسؤوليات، سواء كانت دراسية أو غيرها، حتى ينشغل بها.
نحب أن نؤكد أنه يدخل على مرحلة جديدة، من المهم جدا أن تعرفوا خصائصها واحتياجات هذه المرحلة وميول الشباب في مثل هذه المرحلة التي سيدخل عليها، وأعتقد أنها هي المرحلة الأصعب، ولكن نستعين بالله تبارك وتعالى، ونكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى.
أيضا نحتاج إلى أن نعرف مسألة التقييم العلمي بالنسبة له، ومستواه الدراسي، ورأي المدرسة عنه، ومن هم الذين يمكن أن يؤثروا عليه من الأهل: الأعمام، الأخوال. ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.
عموما نسعد بالاستمرار في التواصل بعد تطبيق النقاط التي أشرنا إليها، ونسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا إلى يوم الدين.