هل ابني يعاني من التوحد؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

ابني يعاني من مجموعة من الأعراض، وأشك بأن لديه طيف توحد، فهو متأخر في الكلام، حيث تلفظ ببعض الكلمات بعمر السنة، مثل: ماما وبابا، ولكن بعدها توقف نهائيا عن الكلام، والآن عمره 21 شهرا، ويقوم بحركات متكررة، ويحب أن يهز نفسه، ويبحث عن الأشياء، يلعب معنا ونوعا ما مع الأطفال، يلبي بعض الأوامر، مثل: تعال، أطعمني، وتواصله بالعين جيد، يحب الخروج من البيت، عنيد ويلعب بعنف، يضحك عند ملاعبته، ولا يحب الألعاب التقليدية، يفتقد أمه عند غيابها.

تم عرضه على طبيبي أطفال، وتم تشخيصه عند الأول: حركة زائدة، وقلة تركيز، والثاني: طيف توحد بالاعتماد على الحركات النمطية، مثل: تدوير الأشياء والهزهزة ويقلب السيارة ويدور عجلاتها، وأيضا مزاجي، أحيانا يرد عند مناداته وأحيانا لا، لا يعاني من مشاكل جسدية، ونموه الجسدي جيد، لكن سلوكه أقل من عمره، فأرجو النصح منكم.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: طبعا ليس من الحكمة أن نشخص أي طفل بمتلازمة التوحد – أو الذواتية – دون أن يتم فحصه فحصا إكلينيكيا مباشرا، لأن متلازمة التوحد تعتمد على الملاحظة المهنية – أي الملاحظة من جانب المختص – وطبعا ما يذكره الآباء والأمهات يكون مفيدا جدا ليعطي بعض الانطباعات التشخيصية، لكن لا يمكن أن يكون التشخيص حازما وجازما ومؤكدا إلا بعد الفحص.

فيا أخي: طبعا عرض هذا الابن على مركز متخصص في متلازمة التوحد سيكون هو القرار السليم، والذي -إن شاء الله- من خلاله تطلعون على الحقائق كاملة.

هذا لا يعني أني لن أساهم في النصح والإرشاد، لا، بل نساهم -إن شاء الله تعالى-، وكما تعرف الآن: طيف التوحد أصبح وبما لا يدع مجالا للشك فيه تباين كبير جدا في شدته وفي أعراضه، هناك حالات بسيطة جدا، وهذه نسبة الشفاء فيها -إن شاء الله- مائة بالمائة، وهنالك حالات شديدة طبعا تجمع بين كل المعايير التشخيصية المطلوبة.

فأعتقد أن هذا التباين وهذا الاختلاف أن نتكلم عن نمط أو طيف التوحد؛ أعتقد أنه أعطى كثيرا من الأمل والرجاء للآباء والأمهات أن هذه العلة متفاوتة، وأن الشفاء في معظم الأحيان ممكن جدا.

هذا الابن لديه بعض المؤشرات، وكما تفضلت الحركات النمطية مهمة، وعدم تطور اللغة بالصورة المطلوبة أيضا هذا عرض مهم، لكن -بفضل الله- لديه بعض التواصل البصري، لديه بعض التفاعل الاجتماعي، حتى وإن لم يكن كما هو مطلوب، لكن أيضا يؤشر على أن هذا الطفل - إن كان لديه شيء من أعراض طيف التوحد - لا يعتبر ضمن الحالات الشديدة.

إذا أنا أحتم أن يعرض على مركز متخصص في التوحد، لأن طبيب واحد يجب ألا يقوم بالتشخيص، التشخيص يكون من خلال الفريق الفحصي العلاجي، وهذا الفريق يتكون من الطبيب، ومن الأخصائي النفسي، ومن أخصائي العلاج الوظائفي، وكل هؤلاء تجتمع آرائهم ليعطوا الرأي السليم والصواب.

فيا أخي الكريم: هذه هي نصيحتي لك، ولا تنزعج أبدا، حتى ولو كان لديه شيء من هذا الطيف؛ أنا أعتقد أنه بسيط، ويمكن تداركه، ويمكن أن تقدم له الوسائل العلاجية التأهيلية التي تفيده كثيرا -إن شاء الله-، وقطعا تفاعله مع بقية الأطفال سيكون أمرا مطلوبا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات