كيف أتخلص من مشكلة الخوف التي تنتابني والدموع اللا إرادية؟

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 17 سنة، عندي أكثر من مشكلة.

أنا شخص طويل القامة 192 سم، وذو بنية جسدية جيدة، لكن هناك بعض المشاكل التي أعاني منها:

أولا: أنا شخص حساس، إذا صرخ بوجهي شخص أو غضب مثلا، أشعر أن هناك دمعة بعيني لا إرادية، هذه المشكلة تضعني دائما بمواقف محرجة.

ثانيا: لا أدري لماذا حدث هذا الشيء مؤخرا؟ سنة ونصف وأنا أشعر أنني في بعض الأحيان طفل صغير -بل رضيع- عندما أقرأ القرآن بصوت جميل، أو أغني قصيدة أو شعرا إذا كانت تحوي بعض المشاعر والأحاسيس وغيرها، تدمع عيني، لكن تجدني أضحك بنفس الوقت، أعتقد أن هذا الشيء وراثة من أمي وعمتي أيضا، كيف يمكنني حل هذه المشكلة؟

ثالثا: إذا واجهت أي شخص سواء كان أكبر أو أصغر مني -حتى وإن كان بعمر العاشرة- وقام بتهديدي، أشعر برجفة قوية بيدي وقدمي، ويبدأ قلبي يخفق بسرعة، على الرغم من أنني أعلم أنني أقوى منه!

هذه الحالة، مع حالة الدموع التي تنزل من عيني لا إراديا ودون رغبة في البكاء تضعني في مواقف محرجة، فأبدو كأني شخص ضعيف وخائف ومنهزم، على الرغم من أني أتمرن على الكاراتيه، فقد تعرض لي شخص، وعندما رأى الدموع في عيني استهزأ بي، بدأت أضربه بشدة وعنف، أتمنى أن أتخلص من هذه الحالة.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: أنت لست مريضا، هذه مجرد ظواهر، لديك شيء من الوجدان العاطفي الزائد نسبيا، وأنت في مرحلة التكوين النفسي والجسدي والهرموني والاجتماعي، أشياء كثيرة جدا تتجاذب الإنسان في هذا العمر، قضايا الهوية، التوجهات، التفكير في المستقبل... هذا قد يولد عاطفة زائدة لدى بعض الناس، وكما تفضلت أيضا الجوانب الوراثية قد تكون موجودة في مثل هذه الظواهر التي هي ليست أمراضا أصلا، ووالدتك – كما تفضلت – وكذلك عمتك لديها شيء من هذا.

أرجو أن تنظر لنفسك نظرة إيجابية، وتحقر كل فكر سلبي، ولا تحكم على نفسك على حسب أفكارك السلبية أو مشاعرك السلبية، احكم على نفسك بأفعالك.

أولا: يجب أن تجتهد في دراستك، وأن تكون بارا بوالديك، أن تتواصل اجتماعيا، أن تمارس الرياضة؛ بمعنى آخر: أن تكون شخصا نافعا لنفسك ولغيرك، إذا لجأت للأفعال الإيجابية سوف تحول المشاعر وكذلك الأفكار إلى إيجابية، هذا هو المطلوب منك.

يجب أن تصلي الصلاة في وقتها مع الجماعة، وتحافظ على أذكار الصباح، وأذكار المساء، يكون لديك ورد قرآني، تقرأ كتبا ثقافية، هذا مهم جدا، ترفه عن نفسك بشيء طيب وجميل...؛ يجب أن تحسن إدارة الوقت وتقوم بكل هذه الأنشطة، هذا هو الذي يساعدك -أيها الفاضل الكريم- على البناء النفسي الإيجابي.

أريدك أيضا أن تقرأ عما يسمى بالذكاء الوجداني – أو الذكاء العاطفي – هذا علم مستحدث، علم عظيم جدا، من خلاله يعرف الإنسان كيف يفهم نفسه، وكيف يصلح السلبيات الموجودة في النفس، ويبني الإيجابيات، وكيف يتعامل الإنسان مع نفسه إيجابيا، وفي ذات الوقت يتعلم كيف يتفهم الآخرين، وكيف يتعامل معهم إيجابيا، فأريدك حقيقة أن تقرأ عن الذكاء الوجداني، وتوجد كتب كثيرة جدا، معظمها باللغة الإنجليزية، لكن بعضها مترجم إلى اللغة العربية.

هذا هو الذي أريدك أن تجعله كمنهج حياة، وأيضا يجب أن تكون لك قدوة في حياتك، تمن أمنيات، تريد أن تكون مثلا أستاذا جامعيا، تريد أن تكون مهندسا، طبيبا، تريد أن تكون داعية، وضع هذه الصورة الذهنية أمام نفسك، هذا حقيقة يزيل عنك كل المشاعر السلبية التي تحدثت عنها (سرعة الدموع، سرعة التأثر) كل هذا سيختفي؛ لأنك سوف تكون حقيقة منجذبا نحو الإيجابية في حياتك.

اقرأ أيضا عن حياة الشباب من الصحابة: أسامة بن زيد، معاذ بن جبل، مصعب بن عمير، عبد الله بن عباس، عبد الله بن عمر، اقرأ عن هؤلاء وكيف عملوا الأعاجيب وهم في سن صغيرة جدا.

أنت -إن شاء الله- بخير، وأنت لست مريضا، ولست محتاجا لأي علاج دوائي.

أحسن إدارة الوقت، وخطط لأن تكون متميزا في دراستك، أنت كتبت الوظيفة: (لا توجد)، نعم لا توجد وظيفة، لكن يجب أن يوجد التعليم في هذا العمر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات