السؤال
السلام عليكم.
طلقت زوجتي التي كانت عصبية ولدي ابنة منها، وعندما تعرفت على فتاة أخرى ارتحت لها، ولكن اكتشفت بعد الخطببة أن أباها رجل عصبي ومتسلط، فاحترت هل أتمم زواجي منها -وقد تعلقنا ببعضنا-، أم أتخلى عنها، حتى لا أظلم نفسي ولا أظلمها؟ فأنا تعبت كثيرا ولا أطلب إلا راحة البال، أفيدوني.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الأخ الفاضل – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينك وأن يجلب لك الاستقرار، وأن يهيئ لنا ولك السعادة، ويحقق الآمال.
ما كنا نتمنى أن تستعجل في طلاق زوجتك الأولى، لكن قدر الله وما شاء فعل، لأن الطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان، ولأن النقص يطاردنا نحن البشر – رجالا ونساء – وقل أن يجد الرجل امرأة بلا عيوب، كما أن المرأة يصعب أن تجد رجلا بلا نقائص، فكلنا ذلك الناقص، لأننا بشر، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في حسناته الكثيرة.
أما بالنسبة لارتباطك بالفتاة الأخرى، وقد علمت أخيرا أن والدها عصبي ومتسلط، فأرجو أن أؤكد لك أن لا ذنب لها في عصبية والدها، أو في كونه رجلا متسلطا، فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وإذا كنت تريد هذا المعيار، بمعنى أنك تريد امرأة لا عيب فيها ولا في والدها ولا في والدتها ولا في إخوانها أو في أخوالها ولا في أعمامها ولا في قبيلتها؛ فهذا قد يصعب إن لم يكن من المستحيلات.
ولذلك الإنسان ينبغي أن يسدد ويقارب، ويحاول أن يوازن بين الإيجابيات وبين السلبيات، وهذا ميزان فيه العدل، والنبي -عليه الصلاة والسلام- في تعاملنا مع النساء وجهنا لمعيار في غاية الأهمية، هذا المعيار هو: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر))، فكلما ذكرك الشيطان بالعيوب عليك أن تتذكر الإيجابيات ثم تتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا الاستقرار، ولا يريد لنا السعادة.
نسعد بالاستمرار في التواصل مع الموقع لمزيد من التوضيح، ونقترح عليك إكمال هذا المشوار، لأنك ستتعب إذا كنت تتفكر بالطريقة المذكورة، بمعنى أنك تريد امرأة بلا نقائص ولا عيوب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يعننا جميعا على أن نكمل نقصنا بالتزامنا بشرع ربنا، وصل اللهم وسلم وبارك على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والله الموفق.