أشعر أن خطيبتي لن تعينني على ديني.. فهل أفسخ الخطوبة؟

0 35

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 24 عاما، أصلي -والحمد لله- وأحاول الاجتهاد في الدين، وقد تقدمت لخطبة فتاة أوصى بها أخي خيرا، علما بأنها لا تواظب على الصلاة، ولكن تحاول الالتزام، فقلت لنفسي سأعينها على الالتزام، وأهلها أناس يصلون، وهي وحيدة ليس لها إخوها عمرها 18 عاما، ورأيتها وتكلمت معاها قليلا، وقد ارتحت لها وهي أيضا.

تقدمت لقراءة الفاتحة، وقد تمت على خير، وبدأت في السؤال عنها، وعن صلاتها وحياتها، فوجدت بأنها تريد أن تصلي وتحب الصلاة، وتعلم بأن صلاح الحال في طاعة الله، ولكن في نفس الوقت لا تصلي مثل ما يقولون تقدم رجلا وتؤخر أخرى.

ووجدت أنها تضع صورها على السوشيال ميديا وهي بشعرها، وهذا سبب لي صدمة وتكلمت معها بأن هذا حرام، وقد حاولت أن أشرح لها كل أسباب تحريم ذلك، وقد بدأت في إزالة تلك الصور، ولكن تمسحها ليس اقتناعا بأنها حرام، ولكن لكي ترضيني، وأنا كنت أتمني أن تقتنع بأنها حرام، ووجدتها تحب الأغاني، وتستمع إليها بكثرة الأغاني الشعبية، وأنا عكسها تماما أحب الاستماع إلى القرآن وترديده، ولا أستمع للأغاني وحتى لا أحب حفظها.

أنا أقول لنفسي أن أصبر عليها؛ لأنها في سن صغير، وأنا يوم كنت في سنها كنت هكذا، وهداني الله، وأريد أن ألتزم أكثر وأكثر.

لكن في نفسي أشعر أنها حتى بعد الزواج لن تعينني على طاعة الله والله أعلم، ووجدتها تتكلم مع أمها بطريقة غير مهذبة مثل رفع صوتها وهكذا، وهذا ضايقني كثيرا، وأنا بار بأهلي والحمد لله.

وعند سؤالها تفسر بأن أمها هي صديقتها الوحيدة، وكل شيءعادي، هل أستمر في الخطبة أم أفسخها للأسباب السابقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك أقول:
لقد أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الصفات التي ينبغي أن تتصف بها شريكة الحياة فقال عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع: لجمالها ولحسبها ولمالها ولدينها فعليك بذات الدين تربت يداك) ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.

هذه الفتاة لم تتوفر بعد فيها هذه الصفات، وبما أنك لا تزال في فترة الخطبة فامنحها وقتا لعل الله يهدي قلبها وتستقيم ويصلح حالها، فعليك أن توجهها بالتي هي أحسن لما تحب من الصفات، وأن تمنحها وقتا، فإن وجدت استقامة وصلاح حال، فامض على بركة الله سبحانه، وإن وجدت أنها مستمرة في حالها، فلا أنصحك في هذه الحال أن تستمر، بل عليك أن تفسخ الخطبة، وأنصحك ألا تبين لها أنك ستختبرها لفترة من الزمن، بل استمر في التوجيه فقط؛ لأنها قد تتكلف وتتظاهر بالاستقامة، ثم إن تزوجت عادت إلى طبيعتها.

ابق علاقتك معها دون كلمات الحب والعاطفة؛ لأنها في هذه المرحلة لا يحل لك أن تبني معها علاقة حب كونك لا تزال خاطبا، وأبق علاقتك معها عن بعد ولا تذهب للجلوس، أو الخروج معها، فهذا أمر لا يحل كذلك في هذه المرحلة.

استمر في تقييم وضعها، وكلف من يعينك في هذا من محارمك؛ لأن بعض الأعمال قد لا تستطيع التعرف عليها مثل أداء الصلاة وطريقة تعاملها مع أهلها، ويمكن أن تستعين بعد الله بوالدتها إن كانت أمينة في توصيل حقيقة الحال.

تضرع بالدعاء بين يدي الله سبحانه وأنت ساجد، وسل ربك أن يهديها على يديك، وأن يصلح حالها ويلهمها الرشد، وأكثر من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

أوصيك أن تجتهد في تقوية صلتك بالله تعالى من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

عليك بصلاة الاستخارة قبل أن تقدم على أمر كتابة الكتاب، وأن تدعو بالدعاء المأثور، فمن وكل أمره لله تعالى ليختار له الأصلح، فلن يخيب الله ظنه واختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

عليك بالتأني في كل أمورك ولا تستعجل فتندم يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (التأني من الله والعجلة من الشيطان) وفي المثل: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

إن كان لديك أخوات فكلفهن بمصادقتها ومصادقة زميلاتها، فذلك سيجعل أخواتك يتعرفن على الكثير من صفاتها وأحوالها.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات