المنهج المناسب لبرامج تطوير الذات وعلم النفس السلوكي

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جميعنا يسعى لتحسين ذاته، واكتساب الخبرات والتجارب اللازمة لتكوين نمط الحياة الصحي على مستوى الفرد والمجتمع.

ويستلزم ذلك خوض بعض النقاشات والحوارات لأخذ الفائدة ممن هم على دراية ومعرفة بمواضيع شتى، فيما يمس علم النفس السلوكي وتطوير الذات: لماذا يطغى على من يقدم الإجابة طابع التوجيه والنصح بعيدا عن إبداء الرأي الشخصي، وترك حرية الاختيار للسائل؟

وهل يشكل هذا الأسلوب (التوجيهي) نوعا من أنواع التنفير للسائل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: أشكرك على سؤالك.

إن تقديم "التوجيه والإرشاد" للسائلين غالبا ما يستند على أسس دينية ونظريات علمية قائمة على حقائق ودراسات مثبتة، لو أخذنا علم السلوك كمثال، فمنظرو هذا العلم، لم يقوموا بتعميم ما توصلوا إليه إلا بعد أن أخضعوا آراءهم للاختبار، وكذلك الحال بالنسبة لنظرية التحليل النفسي سيجموند فرويد، لم يعلن عن نجاح نظريته التحليلية إلا بعد أن اختبر أساليبها العلاجية.

الرأي الشخصي يا عزيزي يندرج تحت مسمى "النصيحة" وليس "الإرشاد"، وهناك فرق بين المصطلحين، فالأول يتضمن وجهة نظر المجيب وما يراه صوابا، أما الثاني فيتضمن الآراء التي تستند إلى النظريات العلمية.

وغالبا ما يستخدم المجيبون "النصيحة" و "الإرشاد" حسب مقتضيات الحالة، وحين يقول المجيب في إجابته: "أقترح عليك" فهو الآن يقدم رأيا شخصيا وليس حقيقة تستند لنظرية.

وهذا يتم بناء على نوع سؤال الشخص السائل، فعندما يستشيرك أحدهم: (هل أبقى في الغربة أم أعود لوطني)، ويقدم في سؤاله تفاصيل الإجابة، هنا تأخذ طابع  النصيحة والرأي الشخصي، أما عندما يكون السؤال: أعاني من القلق، هنا لا بد من أن تكون الإجابة تستند على نظريات علمية مثل: النظرية المعرفية، أو العقلانية أو نظرية التحليل النفسي.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات