السؤال
السلام عليكم
أسافر للخارج للعمل وتحسين الدخل، ولكن توفي والد زوجتى ووالدتها، وأصبحت يتيمة، وتشتكي من الوحدة والفراغ العاطفي والأسري، كما أعاني أنا من تعب نفسي كحال كل المسافرين للخارج، ولكن أخاف من أن يكون لهذا الشأن مسلك لدخول الشيطان بيننا.
وأعاني من عدم الرضا بما هو موجود عندي، وأسعى دائما للعمل لتحسين المعيشة والتعليم والدخل، وأخاف أن يكون هذا على حساب استقرار البيت والأولاد، ورغم ظروف المعيشة الصعبة داخل البلاد، وتفكيري الدائم بالسفر، وعدم قدرتي على استقدام عائلتي، إلا أن الحياة ليست مستحيلة داخل البلاد، فالرزق مفتوح سواء بالسفر أو الاستقرار.
أخاف أن أكون ظالما لزوجتي ولنفسي وأولادي لعدم سفري، وأخاف أن أكون ظالما لهم إن سافرت، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي العزيز: أنت في مرحلة اتخاذ قرار، وهذا يجب أن يستند على عدة معايير مهمة، وليس فقط على الوضع النفسي لزوجتك، وزوجتك ليست يتيمة، فاليتيم هو من فقد والده قبل البلوغ، أما الآن فهي امرأة متزوجة ويجب أن تقاسمك الحياة بحلوها ومرها، نعم قد تحتاج إلى الرعاية والعناية، ولكن لا يطلق عليها يتيمة، لأن اليتيم له أحكام معينة في الشرع والمجتمع.
ولتستطيع اتخاذ قرارك:
- قم بحصر سلبيات وإيجابيات الغربة، وإيجابيات وسلبيات رجوعك النهائي لموطنك الأصلي، واحصر تحديدا الفروق المادية بين الحالتين، فإذا شعرت أن الفارق بسيط، فالأفضل هو رجوعك إلى وطنك.
- تذكر أن زوجتك وأبناءك بحاجة إلى وجودك بجانبهم، الجميع يبحث عن الأفضل، ولكن إذا اتيحت الفرصة للتواجد مع العائلة تحت سقف واحد، فهذا هو الحال الأفضل.
- إذا قررت الرجوع إلى موطنك حاول أن تتواصل مع الشركات ذات العلاقة بتخصصك للحصول على عمل قبل ترك بلاد الاغتراب.
- استفد من مشاعرك وثق بها، فأنت الأقدر على تحديد ما تريد.
- استشر أشخاصا من محيطك يعرفون أوضاعك وأوضاع بلدك، ولهم القدرة على تدعيم قراراتك.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.