السؤال
السلام عليكم.
أعاني من اكتئاب وضيقة شديدة وقلق، أفكر بالانتحار، وتأتيني أصوات داخل رأسي تسبني وتشتمني، وأفكار سلبية لدرجة ملحة، مثل أني لن تتحسن حالتي، وأني لا يجب أن أفكر تفكيرا إيجايبا، يجب أن أفكر سلبيا في كل شيء، وهذه الفكرة ملازمة لي في كل وقت وزمان ومكان، وتسبب لي اكتئابا شديدا، وضيقا، ونوبات هلع، وعندما أريد النوم تأتيني تخيلات مخيفة أحيانا، ووسواس تسلطي شديد بالتركيز على اليأس والسلبية، وأحس أن حياتي وهم، وكل شيء كذب، وكل هذه الأفكار أكاد أصدقها، ولا أقتنع بكذبها، كلما حاولت إزالتها، لم أعد أعرف نفسي.
أرجوكم ما علتي؟ وما الأدوية المناسبة لحالتي؟
علما أني أيضا تأتيني أفكار بأني لن أتحسن بالأدوية، أعذروني على رسالتي الجافة، فإني في وضع لا يعلمه إلا الله.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعانين من حالة اكتئابية، والشخص المكتئب دائما يكون متشائما، وكل الأفكار التي تدور في رأسه تدور حول الفشل وعدم الفائدة، وحتى الأصوات التي تسمعينها في داخلك هي ليست هلاوس، ولكنها مرتبطة أيضا مع الاكتئاب، تشتمك، وتحط من شأنك، ومريض الاكتئاب أيضا قد يصاب بأفكار وسواسية، مثل التي تحصل معك، ولكنها كتلة تدور في الإحباط وتدور في الفشل وفي عدم القدرة على فعل أي شيء.
فإذا أنت - أختي الكريمة - تعانين من حالة اكتئابية شديدة، وتحتاجين إلى علاج ومضاد للاكتئاب، ولعل أنسب علاج لك لحالتك هو دواء الـ (سيرترالين)، سيرترالين خمسين مليجراما، ابدئي بنصف حبة ليلا قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالانتظار عدة أسابيع حتى تتحسن حالتك، وتبدأ الأعراض في الزوال، وبعد زوال الأعراض، في حوالي شهرين يجب عليك أن تستمري في تناول الدواء على الأقل لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم الوقف منه بالتدرج، بسحب ربع الجرعة أسبوعيا ، حتى يتوقف تماما.
إذا أنت تعانين من اكتئاب وتحتاجين إلى علاج - كما ذكرت لك - بمضادات الاكتئاب وأفضلها السيرترالين الذي ذكرته لك.
وفقك الله وسدد خطاك.