السؤال
السلام عليكم.
منذ فترة قمت بتعاطي سيجارة حشيش بسبب رفاق السوء، رغم أنني كنت قد توقفت قبل سنتين، وقد أصابتني بعدها نوبات متقطعة قبل النوم، أشعر بالخوف من الجلطة وشعور غريب في الصدر، تطورت الحالات بعدها إلى نوبات متكررة وأعراض مستمرة، مثل نبض القلب القوي الذي أسمعه، والدوخة والغازات في المعدة، والتقيؤ، وانسداد الشهية، والخوف الشديد من الموت والنوبة القلبية، ونوبات الرعب الشديدة، وصعوبة في التبرز، ولا أرتاح إلا إذا كنت بجانب المشفى أو داخله.
قمت بعمل تخطيط القلب والإيكو للقلب والجسم، وتحليل إنزيمات القلب، وفحوصات كاملة للدم، وكانت كلها سليمة، فذهبت إلى طبيب أعصاب، فأخبرني أنها حالة هلع وقولون عصبي، ووصف لي الدومبريدون حبتين صباحا ومساء للمعدة، والسيرترالين 100 ملغ حبة صباحا، والدومبريدول 5 نقط مساء، بالإضافة إلى alprazolam 0.5 لمدة 5 أيام 3 حبات، و5 أيام حبتين، و5 أيام حبة، فلم أعد أسمع صوت ضربات القلب، وخف التقيؤ، وأعصابي هدأت، وخفت النوبات.
أحيانا أشعر بالتوتر رغم تناولي الدواء، وأشعر بالخوف عند حدوث أي عرض، ودائما أشعر بالنعاس الشديد والتعب أثناء صعود الدرج، وأخبرني الطبيب أنه إرهاق، وأحيانا ترتجف وتتعرق يداي والفك السفلي، وعضلات يدي كالمصاب بالحرارة.
فهل التشخيص صحيح أم هناك خلل؟ هل أحتاج إلى تحاليل أخرى؟ علما أنني بدأت في تناول الأدوية منذ يومين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تشخيص حالتك تشخيص صحيح، وهي نوبة هلع حصلت بعد تناولك للحشيش، وهي دائمة الحصول بعد تناول الحشيش إذا كان لأول مرة أو بعد تكرار تناول الحشيش لعدة مرات، فقد تظهر هذه النوبة مع أول مرة من تناول الحشيش، أو بعد الاستمرار في تناول الحشيش لفترة، وعلى أي حال: طبعا هي حالة نفسية، ولذلك الفحوصات كلها تكون سليمة، لأنه ليس هناك سبب عضوي.
وعليك – أخي الكريم – أولا بالتوقف عن شرب الحشيش نهائيا، لأنه هو السبب الرئيسي.
العلاج الصحيح الدوائي: الـ (سيرترالين) والـ (دومبريدول)، ولكن الـ (alprazolam) يجب أن تستمر عليه – كما قال الطبيب – لمدة أسبوعين أو كذا، ثم يتم التوقف عنه، ولكن عليك الاستمرار في السيرترالين بالذات، لأنه هو العلاج الفعال لهذه النوبات، وقد تحتاج في الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وقد تمتد إلى ستة أشهر أخي الكريم.
كما عليك بمحاولات الاسترخاء مثل المشي، وبالذات المشي يوميا لمدة نصف ساعة على الأقل، وحاول أن يكون عندك روتين يومي تقوم به، وتواصل مع أصدقائك، ولا تخلو بنفسك، لأن ذلك يزيد التفكير والقلق في هذه الحالة.
أيضا إن استطعت أن تنخرط في برنامج لعلاج الإدمان – العلاج من تناول الحشيش – فهذا يكون أفضل، لأنك رجعت إليه بعد فترة، وهناك برامج عديدة لعلاج إدمان الحشيش، ولعل أشهرها هي مجموعات العلاج الذاتي، حيث يجتمع الذين توقفوا عن الإدمان، ويساعدون بعضهم بعضا، وهذه المجموعات موجودة في جميع أنحاء الوطن العربي، فعليك الانضمام إلى أحد هذه المجموعات، فهي فعالة – كما ذكرت – وتساعدك في عدم العود إلى الحشيش مرة أخرى.
وفقك الله وسدد خطاك.