السؤال
السلام عليك.م
أعاني منذ مدة من ظهور عقد صغيرة -من ثلاث حتى ست عقد- في شعر مرفقي الأيسر وهذا يحدث غالبا عند الاغتسال، بحيث أن بعض الشعرات ترتبط عند نهايتها لتشكل عقدة، كما أعاني أحيانا من آلام في شق جسمي الأيسر، كتفا، مرفقا ورجلا.
أما العقد فأقوم أحيانا بنتفها بيدي، هناك أعراض أخرى لا أريد ذكرها، هل هي أعراض سحر أم مس أم ماذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
إن كان الشعر طويلا فإن العقد قد تحصل بشكل تلقائي، خاصة عند الدلك، أما إن كانت قصيرة ففي الغالب لا تحدث هذه العقد، وهذا تماما كما يحدث في شعر الرأس أو شعر اللحية، فإنه ينعقد من تلقاء نفسه، خاصة إن كان غير مسترسل استرسالا كليا.
الأوجاع التي تعاني منها لا بد من التيقن من أنها ليست مرضا عضويا، فليس صحيحا أن نرمي بكل ألم إلى السحر مثلا؛ إلا إن كان الطبيب يؤكد أنه لا يوجد مرض عضوي.
لا بأس من أن تبحث عن راق أمين وثقة ليستكشف حالتك، فإن تبين أنك مصاب بسحر أو حسد مثلا فلا بد من البدء بالرقية، وتستمر عليها حتى تشفى إن شاء الله تعالى.
عدم ذكر الأعراض الأخرى يجعل الاستشارة منقوصة، ومع هذا فذلك أمر راجع إليك، لأن البيان الوافي في الاستشارة يعطي للمستشار الصورة الواضحة عن الحالة، ويستطيع من خلالها إعطاء التوجيهات الكاملة، ونود أن نؤكد لك ولكل من يرسل استشارته أن المستشار مؤتمن، وأن الموقع يكفل لك عدم نشر استشارتك إن أحببت ذلك، وأن الأسرار مصونة.
نوصيك ألا ترسخ في ذهنك مسألة السحر، خاصة وأنه ليس لدينا البينة على ذلك، فترسخ الأمر في الذهن له تبعات سلبية، كما نوصيك أن تجتهد في توثيق صلتك بالله تعالى من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب تقوية الإيمان، ومن ثماره أنه يجلب الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد لله، وتحين أوقات الإجابة، وسل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجد، وعليك أن تكثر من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم، وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له: أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
اجعل لنفسك وردا من القرآن يوميا، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، ففي ذلك طمأنينة لقلبك، وحرز من شر شياطين الإنس والجن.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لنا ولك الشفاء وأن يدفع عنا وعنك كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب.