يتقدم إليّ الكثير من الخطاب ولا ينجح زواجي بأحد منهم!

0 21

السؤال

بلغت من العمر 28 سنة، وتقدم لي إلى الآن ما يقارب الـ 20 متقدما للزواج؛ ولكن لم يتيسر أي منهم، وفي الأخير تقدم لي شخص كنت أعتقد انه مناسب جدا، وبعد سنة من تقدمه، تراجع وقال أنه لم يستطع أن يحبني كما ينبغي وأنه صار يراني غير جميلة مع أنني على قدر من الجمال، والجمال لا يمكن لشخص أن ينتبه له بعد سنة كاملة.

كانت العلاقة عادية خلال سنة، وفي مرات كثيرة كان يخبرني فيها أنه لا يريد أن يخسرني، وسيكون سعيدا جدا إذا اكتمل الأمر، والله الأمر أثر علي كثيرا، فقد كنت سعيدة جدا به، وأعلم أن في ذهابه خيرا، ولكن الأمر مؤذ فعلا ومتعب، فقالت لي أختي يمكن أن عندك سحر أو حسد لذلك يحدث معك هذا، كيف أعرف أن لدي حسدا أو سحرا يعطلني عن الزواج؟ وإذا عرفت ما الذي يجب علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
اعلمي أن الزواج أمر مقدر للإنسان، فمن الناس من يقدر لهم الزواج ومنهم من يقدر له ألا يتزوج، وإذا نظرت إلى الواقع عرفت ذلك، وهذا كله بتقدير الله سبحانه وتعالى، وما على المرء إلا أن يسلم لأمر الله ويرضى بقضاء الله وقدره، كما أنه من الناس من ييسر الله له الزواج مبكرا، ومنهم من يتأخر زواجه، وفي كل ذلك حكم بالغة لا يعلمها إلا الله سبحانه وكلما كان العبد راضيا بقضاء الله وقدره كان الجزاء من جنس عمله، ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط).

إن كان الأمر كما تقولين، فهذا مؤشر على أنه قد يكون ثمة شيء خارجي، وعليه فلا بد أن تعرضي نفسك على راق أمين وثقة يبحث عنه أحد محارمك ليستكشف الحال، فإن تبين أن ثمة سحر مثلا، فلا بد أن تبدئي بالرقية بحضور محرمك حتى تشفي بإذن الله تعالى، وإن تبين أنك لا تعانين من السحر، فعليك أن تعلمي أن كل ما يحصل إنما هو وفق ما قدره الله تعالى لك، ولعله لم يأت بعد الوقت الذي قدره الله لزواجك.

أوصيك أن تجتهدي في توثيق صلتك بالله تعالى من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الاستجابة، وسلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

ارقي نفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن الكريم والأدعية المأثورة، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، وداومي على وردك من القرآن الكريم فذلك سيجلب لقلبك الطمأنينة.

ابتعدي عن كل الذنوب والمعاصي، فإنها من أسباب حرمان العبد من الرزق كما ورد في الحديث: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، وعليك كذلك بالتوبة العامة من كل الذنوب الظاهرة والباطنة الصغيرة والكبيرة، وأكثري من دعاء: (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله صغيره وكبيره علانيته وسره قديمه وحديثه خطأه وعمده).

اطلبي من والديك الدعاء، فدعوة الوالد مستجابة كما ورد في الحديث الصحيح.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات