أنا دائمة العزلة وأشعر بالتعب والصداع، وتزعجني الأصوات العادية!

0 44

السؤال

السلام عليكم.

عمري 14، أحب العزلة، وليس لدي أصدقاء، وأعيش في غربة، دائما ما أكون ضد أمي تقول لي مثلا لا تمشطي شعرك هكذا ستصلعين، أرد عليها وأقول: عادي أنا أتمنى ذلك، وأنا دائما ما أقول لها بأن كل ما أمر به هو بسببك؛ لأني جئت على هذه الدنيا، أجعل السبب دائما عليها.

أنا أعاني من الاستيقاظ المتكرر عند الفجر تقريبا، وأعاني من الصداع والتعب، وأنزعج أحيانا من الأصوات العادية، ولست اجتماعية بالصف، دائما ما أكون كئيبة وباردة دم من دون سبب، وعندما أذهب بالبص أو بالقطار أكون كذلك من دون أي مشاعر، وأفكر أن الناس تظنني مجنونة وتنظر لي بغرابة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك ثقتك بنا وتواصلك معنا.

ابنتي العزيزة، تخيلتك فراشة جميلة في بستان خلاب، فالفتيات في عمرك يمر بهن الكثير من المتغيرات في جميع النواحي سواء أكانت تغيرات جسمانية أو فكرية واجتماعية، فما عادت تلك الطفلة ذات الضفائر الصغيرة بل انتقلت من مرحلة الطفولة إلى بداية مرحلة النضج وتبتديء بالبلوغ، فالبلوغ حالة من الثورة الهرمونية الداخلية في جسم الفتاة تتسبب في نضوج جسمها وحدوث تغير فيه قد تستغربه في البداية ولربما لا تتقبله إلا بمرور الوقت، ومن ثم تؤثر هذه التغيرات الداخلية في تغير السلوكيات فتمتاز هذه المرحلة باضطرابات المزاج، الانطواء والانعزال عن المحيط الخارجي، الميل إلى الجدال رغبة في إثبات وجهة نظر قد يراها الوالدين خاطئة فيحدث الصدام هنا.

ولكن لو أمعنت التفكير قليلا -يا ابنتي العزيزة- لتنبهتي إلى أنه من أحرص الأشخاص على مصلحتك على وجه هذه الأرض لوجدت الوالدين، فلا غاية لهم إلا أن تكوني سعيدة ناجحة مميزة تتمتعين بجميع الصفات الحسنة، لذا نجد أنهم دائما ناصحون دائما مراقبون لتصرفات الأبناء من منطلق تقويمها وتعديلها بحكم الخبرات التي اكتسبوها طيلة حياتهم؛ ولأنهم الدرع الواقي للأبناء من الوقوع في الأخطاء، ولكن أغلب الأبناء للأسف لا يتقبل هذا التقويم ويعتبره انتقاصا لشخصيتهم، ويتخيل لهم أن الوالدين يتحكمون فيه ويسيطرون عليه، وهذا الأمر خاطئ ولا صحة له.

أنت لست كئيبة ولست باردة ولكنك لا تفهمين ذاتك ولا تفهمين طبيعة المرحلة العمرية التي تمرين بها، لذا نصيحتي لك -يا ابنتي- كوني صديقة والدتك، اطلبي منها أن تكون بجانبك وأنك بحاجة إلى توجيهاتها، وأنك لا تفهمين ما بداخلك من مشاعر متناقضة، فكوني على يقين بأنها لن تتوانى في احتوائك فستسعد بذلك؛ لأنها ستشعر أن طفلتها قد كبرت وأنك تحتاجين المزيد من جرعات الحب والاهتمام.

أطلب منك -يا ابنتي- أن تهتمي بصحتك، وأن تقومي بعمل فحوصات دورية شاملة للاطمئنان على مستوى الفيتامينات في الجسم؛ لأن نقصها قد يكون سببا في ما تشعرين به من خمول وصداع، وأيضا اهتمي بغذائك واسعي إلى أن يكون منوعا صحيا؛ لأن مرحلة النمو تحتاج إلى أن يكون الغذاء غنيا بالفيتامينات التي يحتاجها الجسم في هذه المرحلة.

حافظي على ممارسة النشاط الرياضي اليومي واجعليه من أساسيات يومك لما له من دور كبير في تحسين لياقة الجسم وتحسين الحالة المزاجية أيضا للإنسان، ادمجي نفسك في محيط الأسرة وبادري في الحديث واطرحي مواضيع للنقاش، وكذلك في المدرسة، مارسي هواية محببة لك وقومي باكتشاف مهاراتك فحتما ستجدين أنك بارعة في أمر لم تكتشفيه من قبل، شاركي في الأعمال الخيرية الجماعية وتبني الأفكار في مساعدة المحتاجين فهذا الأمر ينمي الإبداع أولا، وينمي مهارات التواصل مع الآخرين، وأيضا تنالين بسببه الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى.

اهتمي بدراستك واجعلي لنفسك جدولا يوميا منوعا منظما، فالدراسة هي أولى خطوات المستقبل الذي ينتظرك، حددي لنفسك هدفا تسعين الحصول عليه وتسعين إلى تحقيقه.

الاهتمام بجودة النوم أمر مهم جدا، فجودة النوم أهم من عدد ساعات النوم، أي أن يكون النوم عميقا ومتواصلا وبعيدا عن مصادر الضجة والازعاج، فهيئي نفسك للنوم قبل اللجوء إليه، اخفضي إضاءة الحجرة، والتهوية يجب أن تكون سليمة، اهتمي أن تأخذي حماما دافئا قبل النوم أمر يساهم في الخلود لنوم جيد.

حافظي وواظبي على الحفاظ على الطاعات والعبادات، واسعي إلى ترديد الأذكار صباحا ومساء فبذكر الله تطمئن القلوب .

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات