السؤال
السلام عليثكم..
أنا شاب بعمر ١٨ سنة، أعاني منذ نحو ثلاثة أو أربعة أشهر من عدم اتزان، ولا يرافقه أعراض أخرى، وأنا شخص كثير القلق والخوف من الأمراض، وخصوصا أمراض الرأس، وهذا عدم الاتزان قد يختفي بمجرد أن أنساه أو لا أفكر فيه، ويزيد ويشتد عندما أفكر فيه، وأشعر بثقل في رأسي.
علما أنني أجريت تحاليل دم شاملة، وتحاليل للبول وتحليل الغدة الدرقية، وتخطيطا وصورة إيكو للقلب، وأجريت فحصا عصبيا عند طبيب الأسرة، وهو قام بوضع أصبعي أمام عيني وهي مغلقة ولمست أنفي، والوقوف وأنا مغمض عيني ويدي للأمام، وقال لي: الموضوع نفسي وحتى فحصت الأذن ولم يجد بها أي شيء، هذا الامر أتعبني ويقلقني، وأريد أن أعرف فقط هل هو نفسي أم عضوي؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Adel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعراض القلق والخوف من الأمراض التي ذكرتها – وبالذات ركزت على الرأس – هي أعراض للقلق وللتوتر، وهذه أعراض نفسية مائة بالمائة، والسبب الآخر الذي يجعل ما تشعر به هو نفسي: أن كل الفحوصات التي عملتها مع الأطباء ولم تترك شيئا في رأسك إلا وفحصته طلعت سليمة وطبيعية أخي الكريم.
موضوعك نفسي مائة المائة، وأرجو أن تتوقف عن زيارة الأطباء وعمل الفحوصات، لأن ذلك أولا لن يفيد، ولأن السبب نفسي وليس عضوي، وثانيا: هذه الفحوصات الكثيرة وزيارة الأطباء تزيد من القلق وتدعم خوفك من الأمراض، ولا تساعد في مواجهة الخوف والتغلب عليه.
إذا أول شيء يجب أن تتوقف عن زيارة الأطباء وعمل الفحوصات، حتى وإن زاد شعور الخوف من الأمراض، فهذا يتعامل معه مثله مثل أي قلق، يتعامل معه بالاسترخاء، لأن الاسترخاء ضد القلق، وطالما استطاع الشخص أن يسترخي فمعنى ذلك أن القلق لن يأتي إليه.
الاسترخاء – أخي – يمكن أن يتم طرق عديدة، أهمها الرياضة، وبالذات رياضة المشي يوميا لمدة نصف ساعة، تساعد كثيرا في الاسترخاء، وأيضا هناك الاسترخاء عن طريق تمارين الاسترخاء العضلي، بأن تشد مجموعة من عضلات الجسم – مثلا في اليدين أو الرجلين – لفترة من الزمن ثم ترخيها، وهذا يساعد على الاسترخاء الجسدي والاسترخاء الجسدي يؤدي إلى الاسترخاء النفسي.
كذلك يمكن أن يتم الاسترخاء عن طريق تمارين التنفس (الشهيق والزفير) بأن تأخذ نفسا عميقا وتخرجه خمس مرات مثلا، وتكرر هذا التمرين عدة مرات في اليوم، فهذا أيضا يؤدي إلى الاسترخاء.
ثانيا: عليك أن تضع برنامجا يوميا للتواصل، ويا حبذا لو تكون متواصلا مع أصدقائك، فالتواصل مع الأصدقاء أيضا يقلل من التوتر والقلق، ويمكن الآن أن يتم التواصل حتى عن طريق الواتساب والفيسبوك وغيرهما من وسائل الاتصال.
لا أرى أنك تحتاج إلى أدوية، فقط الاسترخاء ومحاولة الاندماج في الحياة بعمل روتين لك، وعدم الخلو بنفسك كثيرا، وعدم التفكير في هذا المرض، وإن شاء الله ذلك يساعدك في التخلص مما تعاني منه من قلق ورهاب الأمراض.
وفقك الله وسدد خطاك.