السؤال
لدي زميلة لا تحب والدتها لأنها قاسية معها منذ صغرها إلى يومها هذا، وهذه الأم -سامحها الله- قاسية القلب مع جميع بناتها، أما مع أولادها فهي حنونة معهم نوعا ما، رغم عدم المحبة فهي تحترم والدتها من باب الواجب الشرعي، مع أن زميلتي قامت بنصحها وأخذها بالكلام الطيب سنين طويلة ولكن دون جدوى! أما والدها فليس له أي تأثير في حياتهم.
وأيضا أمها تفرق كثيرا بينها وبين إخوتها في العطية، فهي لا تحصل على حقها مما تحتاج، وغالبا ما تلجأ إلى أهل والدها لتحصل على مصروفها، وهذه الزميلة خدومة جدا لأهلها ووالدتها ولكنها لم تسمع حتى كلمة (شكرا)، مما أدى إلى عدم المحبة بينها وبين أمها، فهل هذا من العقوق؟ وما رأيكم فيما تفعله والدتها بها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فأرجو تشجيع هذه الزميلة على الاستمرار في احترام والدتها وزيادة البر بها، وطرد وساوس الشر من نفسها، ولا أظن أن والدتها تكرهها، والدليل على ذلك أن هذه القسوة مع كل أخواتها وليس معها وحدها، ونحن لا نوافق هذه الأم على أسلوبها بل ونحذرها وأمثالها من النتائج الخطيرة لهذا الأسلوب، ولكننا نلتمس لها بعض العذر إذا علمنا أن نيتها طيبة لكنها أخطأت في الأسلوب، وربما كانت هي أيضا ضحية للأساليب القاسية من قبل الجدات، وربما كانت هذه الأخت لها تصرفات تتضايق منها والدتها.
أما تفريقها بينها وبين إخوانها في العطية فذلك مخالفة صريحة لتوجيهات رسول الله إلى البشرية، والذي قال: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، وأرجو أن تحمد الله الذي هيأ لها من أهل والدتها من يغنيها، وإذا لم يعدل الآباء والأمهات بين أولادهم فإن ذلك يغرس في نفوسهم العداوة لبعضهم والحسد والكراهية.
وأرجو أن يكون للأب دور في تصحيح هذا الخطأ، فإن لم يستطع فعليه أن يحقق التوازن العاطفي بأن يهتم بمن يشعر أنها مهملة من بناته حتى يعوضها بعض ما فقدته من الحنان والعطف.
ونحن نشكر لك الاهتمام بمشاعر زميلتك، وأرجو أن تعينيها على الصبر على ما تجده من والدتها ولن يطول حزنها بإذن الله، وسوف يعوضها الله بزوج صالح ينسيها حرمانها ويحقق لها آمالها، ولن تنال ذلك بعد توفيق الله إلا بالإحسان إلى والديها والاهتمام بأرحامها والتمسك بدينها.
ونسأل الله لها ولك التوفيق والسداد.