السؤال
أشعر برغبة كبيرة للنوم طوال الوقت، وأشعر بكمية كبيرة من الخيبة عالقة داخلي، لم أعد أصلي، أحب أن أطيل في الصلاة، ولكنني لا أصبر للأسف.
بدأت أشعر باليأس كثيرا، كان لدي حساب بالإنترنت أكتب به ما أحس بداخلي، وكذلك كنت أزاول كتاباتي عن الخير والصبر والتمسك بالدين.
رأيت فيديو لدكتور قبل فترة يتحدث عن مواقع التواصل وكونها وهم، جذبني العنوان كوني أحب البحث عن هذا الموضوع، وأزاوله منذ فترة، وللأسف قمت بفعل أحمق، وحذفت كل ما نشرته على صفحتي التي كنت أكتب بها منذ سنة كاملة.
أمي غضبت وقامت بالبكاء، وأنا كنت باردة، مع العلم أن نمط شخصيتي عاطفي، ذلك الدكتور تحدث كذلك عن الروايات، وكيف أن روايات دوستويفسكي ليس لها فائدة، وأن الكتاب غالبا لا يعرفون المواجهة، وأن مسألة كونهم لديهم خبرة وفراسة مجرد وهم.
وأنا كنت أتصف بهذه الأمور التي قال إنها وهم، وقال بأن البعض سيقولون إنها طرق تعبير ولكن لنعبرها.
كل هذه الأمور أتصف بها، وأحسب أنها مجرد وهم، إلا أنها في الحقيقة أمور رئيسية من نمط شخصيتي تجعلني أنشر الخير والفكر؛ لأن نمط شخصيتي نمط انطوائي عاطفي حدسي، وباحث وحذر، ويتصف بالارتجال لا التخطيط.
أنا خائبة حقا، حذفت أحد الكتابات التي تدربت كثيرا عليها حتى أصبحت رائعة.
والآن أنا أقوم بإرجاع بعض المنشورات بخيبة وكأنني بدأت من جديد، وأيضا لدى اختبارات بعد ١٢ يوما، ولم ادرس شيء البتة، وأنا أول ثانوي أدرس عن بعد، أشعر باليأس وبأن الإرادة اختفت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ grean حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك عزيزتي.
أرى أن مشكلتك هي مزيج بين كل من:
- مرحلة المراهقة التي تمرين بها والتي تتسم بغوص المراهق في ذاته لاستكشافها باحثا عن هويته الشخصية، وهذا يجعل المراهق حساسا تجاه آراء الآخرين من حوله عن شخصيته، فيتأثر بسهولة، وهذا ما حدث معك، فأنت قد أسقطت كلام الدكتور كله عليك، وقمت بردة فعل سريعة تجاه الفكرة، فحذفت كل جهدك في الكتابة، دون أن تأخذي بعين الاعتبار أن كلام الدكتور لا ينطبق على جميع الكتاب، فالأنماط الشخصية للناس تتنوع كثيرا، مما يجعل من التعميم أمرا صعبا وغير عادل.
- ترافق هذا الأمر برأيي مع مرورك هذه الفترة بكآبة أو انخفاض في المزاج نتيجة تعرضك لظرف ما سلبي في حياتك، مما جعلك تعيشين بعضا من أعراض اكتئابية مثل اضطراب في النوم/ شعور باليأس والخيبة.
لذا نصيحتي لك عزيزتي:
-من الواضح لي من رسالتك أنك من الفتيات المميزات، فأنت تسعين إلى معرفة نفسك وشخصيتك وصقل ايجابياتك، وأيضا تسعين أن تؤثري على الآخرين من خلال كتابتك ونشرك عن أفكار إيجابية مثل الخير والصبر والتمسك بالدين، لذا أتمنى منك أن لا تسمحي لأحد أن يشكك بإيمانك بنفسك واعتزازك بنقاط قوتك وشخصيتك.
-استمتعي بهذه المرحلة من حياتك في استكشاف ذاتك، وتعمقي بها، فلا يوجد أجمل من أن يعرف الإنسان نفسه وسماته وطباعه، لذا أنصحك بقراءة الكتب والانتساب لدورات في تنمية الذات وبناء مهارات الحياة لدى اليافعين (سواء على أرض الواقع أو عبر الانترنت).
-لا تحزني على ما قمت بحذفه من كتابات لك، فقد يكون ذلك دافعا لك للكتابة من جديد بقوة أكبر وأفكار أجمل، ولكن في نفس الوقت دربي نفسك على ضبط انفعالاتك وعدم الاستعجال في ردود فعلك "كما فعلت".
- تأكدي أن نجاح الإنسان وتميزه في الحياة عموما يعتمد بشكل أساسي على تميز شخصيته أكثر من العلم والشهادة التي يحملها، لذا احرصي دائما على معرفة نقاط قوتك وتعزيزها، وأيضا معرفة نقاط سلبياتك وتطويرها، ولكن استكشفيها بنفسك أو بالاستناد إلى الأشخاص ذوي الخبرة ممن يعرفك عن قرب، فالشخصية تعرف من المواقف والمحكات، وهذا يعني أنك بحاجة لأشخاص يعرفونك عز المعرفة في حياتك ويحبونك ويخلصون لك ليخبروك بحيادية عن صفاتك وسلبياتك.
- فيما يخص امتحاناتك، تذكري أنها ليست هدفا في حياتك بقدر ما هي وسيلة لنجاحك المستقبلي، لذا اشحذي نفسك بالتفكير فيما تريدين أن تصبحي عليه مستقبلا بعد الدراسة، وفكري بالأثر الإيجابي الذي ترغبين بتركه لدى الناس من حولك.
- فيما يخص تركك للصلاة، أنصحك بقراءة سلسلة كيمياء الصلاة للكاتب أحمد خيري العمري، حيث ستجعلك ترين الصلاة بمفاهيم جديدة وعميقة غير تقليدية، مما سيقوي دافعك لأداء الصلاة والالتزام بها.
ختاما: أتمنى لك كل التوفيق، ويسعدنا تواصلك معنا مجددا في أي وقت وفي أي موضوع.