متردد في الزواج من فتاة طيبة، أهلها مدخنون.

0 36

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا شاب عمري 28 سنة، موظف، تعرفت على فتاة شابة طيبة ومحترمة وملتزمة في إطار العمل، وأنوي التقدم للزواج بها، علما أننا لا نخرج مع بعض، فقط نتكلم على الإنترنت بكل احترام.

قمت أنا وأهلي بزيارة تعارف لأهلها في البادية، ووجدنا أن أهلها أناس بسطاء وطيبون، واستقبلونا بشكل جيد، لكن اكتشفنا أن أباها يتاجر في بعض المحرمات، وجل أفراد عائلتها من الذكور مدخنون، مع العلم أنني لا أدخن.

الآن أحس بتردد كبير وخوف من الاستمرار، وتراودني أفكار سلبية بخصوص هذا الأمر رغم أن الفتاة طيبة، أتمنى أن تفيدوني.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:

أولا: عليك أن تركز على أمر مهم في المرأة وهو دينها وخلقها، لأن تلك هي الصفات التي أرشدنا نبينا -عليه الصلاة والسلام- للتيقن منها في شريكة الحياة، فقال عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع: لجمالها ولحسبها ولمالها ولدينها فعليك بذات الدين تربت يداك) ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب، فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.

ثانيا: لا بد أن تتعرف على كيفية تعامل أمها مع والدها، هل بينهم مشاكل؟ هل تتعامل معه بغلظة أم أنها هادئة؟ وعليك أن تتيقن كذلك من كيفية حياة أخواتها -إن كان لها أخوات متزوجات-، فهذا سيعطيك انطباعا عن هذه الفتاة، ولا بد أن تتأكد من مدى ترابط الأسرة أو تفككها ومدى ارتباط هذه الفتاة بأسرتها، وخاصة والدها، هل ترجع لهم في كل صغيرة وكبيرة؟ هل تقف بجانبهم ويقفون بجانبها؟ هل بعد الزواج ستستمر متعلقة بأسرتها؟ لأن ذلك قد يدخلك في مشاكل كثيرة خاصة أن والدها كما ذكرت يتعامل بالمحرمات، وغالبا أمثال هذا الصنف لا يهمه دين ولا يتحاكم إليه، ولا يهمه إلا ما يفكر فيه.

عليك بالتأني ولا تستعجل، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة، وعليك أن تكثر من السؤال، وتكلف النساء في بيتك وهن يكلفن زميلاتهن، فذلك سيعطيك التصور الكامل عن هذه الفتاة، واجعلوا السؤال يمشي بشي من الهدوء، غالبا ما تكون الفتاة نسخة من أمها في التعامل مع زوجها، ويمكنك أن تقيس الفتاة على الأم أو الأخوات كذلك.

عليك أن تفكر مليا في كلام الناس في عرضك هل سيعيبون عليك بوالدها وعمله؟ وكذلك الأبناء فقد يتعرضون لذلك عند الكبر، لذلك إن كان ثمة احتمال فالابتعاد أولى، لأن ذلك سيؤثر على السمعة، وأنت في غنى عن هذا، ولم يضيق الله عليك، فابحث ولعلك تجد مبتغاك -بإذن الله تعالى-.

أوصيك أن تصلي صلاة الاستخارة وتدعو بالدعاء المأثور، وتنظر ما ذا سينقدح في نفسك، هل الاستمرار أو الترك فاعمل به، لأن من وكل أمره لله فلن يضيعه أبدا.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق وأن يختار لك ما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات