السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب مقبل على الزواج إن شاء الله قريبا، وأنا بعمر ٣١ عاما، وعندي مشكلة أنه يحدث لدي القذف سريعا جدا، فبمجرد التخيل أو التفكير أو رؤية أي شيء يثير أو فيديو مثير بدون أي احتكاك أو لمس للعضو.
أفيدوني لو سمحتم ماذا أفعل؟ وهذا الأمر يؤرقني جدا، وعندي توتر شديد بقرب زواجي من هذا الأمر، وقد أشار علي بعض الإخوة بأخذ علاج لوسترال، وأنا كنت مصابا بالوسواس القهري منذ عامين أو أكثر، وتم علاجي بفضل الله.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأن يتم الزواج إن شاء الله تعالى على الخير والبركة، وأن يجعله لكما مودة وسكينة ورحمة.
أخي الكريم: يتفاوت الناس حقيقة في مستوى الاستثارة الجنسية، وقطعا الاستثارات الجنسية - التي تحدثت عنها من خلال مشاهدة الفيديوهات أو الاحتكاك – هي أمور غير مرغوب فيها أصلا، وأنا أعرف تماما ما تقصد، ولا أتهمك أبدا بأي شيء مخل، لكن هي في الأصل قد تبني القلق في الإنسان، بالرغم من أن الإنسان قد لا يشعر بذلك، لكن مجرد الاستثارة قد تكون مشحونة جدا بدرجة عالية من القلق، فبعض الناس استثارتهم تطلق العنان للجهاز العصبي اللاإرادي – أو ما يعرف بالجهاز (السمبثاوي) – مما يؤدي إلى إفراز مادة الأدرينالين ويزيد القلق، ويزيد التحفز وترتفع مستوى اليقظة، وهذا في حد ذاته يساعد في سرعة القذف ولا شك في ذلك.
أخي الكريم: خذ الأمور ببساطة، الاستثارة الجنسية مع الزوجة مختلفة تماما، لأنها تتم تحت الرحمة والأمان والسكينة والسرية، وحين تأت زوجتك – أخي الكريم – لا بد من الدعاء، هنالك أدعية معينة يجب أن تلتزم بها، يعني أن تقول (بسم الله) قبل الجماع، وتقول: (اللهم جنبني الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتني).
عند البناء بالزوجة وأول ليلة من الزواج تمسك بناصيتها وتقول: (اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه)، طبعا دون أن تسمعها ذلك وإن كان هذا نص في السنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أفاد أحدكم امرأة، أو خادما، أو دابة، فليأخذ بناصيتها وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها، وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها، وشر ما جبلت عليه)، وحيث قال صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدكم إذا أتى امرأته، قال: اللهم جنبني الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتني، ثم كان بينهما ولد، لم يسلط الله عليه الشيطان، أو لم يضره).
نصائحي لك أيضا أن تمارس الرياضة، الرياضة مهمة جدا، وأن تكون تغذيتك متوازية.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي ونسبة لأنه لديك خلفية وسواسية أنصحك بعقار (زيروكسات) والذي يسمى علميا (باروكستين) يمكن أن تبدأ في تناوله شهر قبل الزواج، والجرعة المطلوبة في حالتك هي 12,5 مليجراما زيروكسات CR، هو دواء طيب، وسوف يزيل القلق، ويعرف عنه أنه يؤخر القذف دون أن يخل بالقوة الجنسية، وأنا متأكد أيضا أنه سوف يساعدك كثيرا في موضوع الوسوسة والقلق.
ابدأ في تناوله شهر قبل الزواج، واستمر عليه ثلاثة أشهر بعد الزواج، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرين آخرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.