السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب في التاسعة والعشرين من العمر، أعزب، خريج جامعة، ولم أتحصل على وظيفة لحد الآن، أصلي والحمد لله، لكن حالتي النفسية متدهورة لدرجة كبيرة، وأعيش في اضطراب رهيب.
بدأ هذا الأمر عند إتمامي لمرحلة الخدمة العسكرية وعدت إلى المنزل حاملا معي آمالا وأهدافا وأحلاما راغبا في تحقيقها والوصول إليها في أقرب الآجال.
شيئا فشيئا تتحول كلها إلى سراب، وأصبحت كالمعجزات التي يستحيل حدوثها -وهي عكس ذلك- للأسف.
لدي مشاكل عائلية، وأجواء مضطربة لا تكاد تهدأ الأمور في بيتنا، صباح مساء، ولم أجد عملا، ولا أعمل حاليا، ولم أسع حتى للبحث عن عمل، والأغرب من ذلك كله هو أني لا أفكر حتى في كيفية تقديم الأسباب لإيجاد وظيفة.
فتاة أحلامي التي انتظرتني طويلا ولا زالت تنتظر، لم أجد حلا -لحد كتابة هذه الأسطر- للاجتماع بها في الحلال وخطبتها في أقرب أجل، فهي تحت ضغوط كبيرة أيضا.
حالتي لا تسر العدو ربما قبل الصديق، وأريد الخلاص بسرعة، لأن الأمور هنا أصبحت لا تطاق، لأني -وكما أسلفت الذكر- أصبحت لا أقوى حتى على مجرد التفكير في إيجاد سبيل الخلاص.
أعينوني، انصحوني ووجهوني، لعل الله أن ينفعني بكم، ويجعلكم سببا في تفريج كربتي وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نصر الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: مشكلتك الأساسية تكمن في عدم وجود عمل لديك، وأنت واع كل الوعي على مشكلتك، ولكنك واقف في نصف الطريق وتنظر إلى المشكلة وهي تكبر شيئا فشيئا. يعني أنت بأمس الحاجة لعمل ولكنك لا تبذل أي جهد في ذلك، فكيف ستحقق بقية أحلامك؟ كيف ستتزوج فتاة أحلامك وتكون عائلة وأنت جالس دون سعي منك؟ فهذا عجز، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، ومن غلبة الدين، وقهر الرجال.
النبي عليه الصلاة والسلام قال لما سئل أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور.
ليس بالضرورة أن تعمل بتخصصك الذي درسته في الجامعة، بإمكانك أن تسلك طرقا أخرى فيها الكسب الحلال الطيب، الذي يكفيك.
ولا ينبغي للمسلم أن يتواكل ويقول إن الله تعالى سيرزقه وهو جالس في بيت أبيه وأمه، وفي الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.وإذا كان السعي في تجارة أو زراعة أو نحو ذلك فالتبكير فيها أفضل لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اللهم بارك لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار، وكان صخر راوي الحديث تاجرا، فكان يبعث تجارته أول النهار فأثرى وكثر ماله، كما أخرجه أبو داود والترمذي.
لذا، عليك أن تحدد قدراتك وإمكاناتك، وأي المهن التي تناسبك، وتبدأ بالبحث عن عمل بشكل مباشر، دون كلل أو ملل.
كما أن وسائل التواصل الإجتماعي، وتطبيقات ومواقع التوظيف أصبحت الآن من أكثر المصادر لجميع الشباب في البحث عن وظيفة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.