السؤال
السلام عليكم.
عمري 17 سنة، أعاني منذ سنوات من مرض نفسي يسمى Misophonia أو ميزوفينيا، وربما يكون غيره، هذا المرض جعل حياتي جحيما والله، فهنالك أصوات أتضايق منها لا أحد غيري في البيت يتضايق منها:
مثلا: أتضايق من كحة فلان فقط، ولو غيره كح عادي، أتضايق من صوت لعبة في هاتف فلان فقط، ولو أن غيره طبيعي، وقس على هذا كثيرا من الأمور، كصوت غسيل الصحون من فلان وفلان، لا كصوت الأكل من فلان وفلان!
والله أستحي أن أقول هذا الكلام لكن هذا حقيقي، حاولت بشتى الطرق أن أتجنب هذه الأصوات، لكن لم أستطع أن أعزل نفسي دائما، ولأني في مرحلة دراسية مهمة جدا فأنا لا أستطيع الدراسة جيدا.
حياتي كاملة أستطيع أن أؤديها جيدا، أصبحت معزولا، الحالة بدأت لدى فجأة منذ أن كان عمري بين 12 أو 13 عاما وكل صوت أتضايق منه له قصة، والغريب من أشخاص محددين، لا أعلم ما العلاج؟ وكيف أتغلب على هذا المرض؟ فقد أصبحت لدي مشاكل صحية بسبب التوتر الدائم، لأنني عندما أسمع الأصوات لا أستطيع أن أسيطر على نفسي فأصرخ.
التوتر سبب لي مشاكل صحية: كالثعلبة، والضغط المرتفع، وكأن عمري بعمر رجل في السبعين من الهم والتوتر.
أسأل الله أن يشفيني ويشفي كل مريض، أتمنى منكم الرد على استفساري وطرح الحلول، بارك الله فيكم وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الـ (Misophonia) علة معروفة لبعض الأطباء، وإن كانت هي نادرة الحدوث، وبالفعل هي نوع من التحسس من الأصوات تحت ظروف معينة، وكما تفضلت الشخص إذا سمع أصواتا معينة، من مصادر معينة، تحت ظروف معينة، قد يصاب بهرع، بغضب شديد، يصل لدرجة التعانف، ويكون هنالك ضيق نفسي شديد جدا لدرجة أن يضطر الإنسان لأن يترك المكان الذي هو فيه.
هنالك عدة مقترحات تشخيصية كان يعتقد أنها نوع من الوسواس القهري، كان يعتقد أنها جزء من الاضطراب الوجداني ثنائية القطبية، وهناك من ربطها مع حالات القلق والتوتر العام، لكن الآن هنالك اتجاه كبير أنها ربما تكون علة مركزية دماغية، هنالك بعض الخلل البسيط في أماكن فلترة الأصوات في الدماغ، وتكون هنالك غالبا منطقة حساسة جدا تؤول هذه الأصوات بصورة وجدانية معاكسة جدا، وأعتقد أن هذا التفسير قد يكون مقبولا جدا.
يعرف أن هذه العلة تختفي تدريجيا، نعم هي تصيب من هم في سنك، وقد تبدأ من عمر التاسعة، لكن بعد سن معينة يبدأ التدرج التلقائي في أنها تضعف وتضعف حتى تختفي تماما.
أنا أتفق معك - أيها الأخ العزيز - أن هذه الحالة حالة مزعجة، والحالة طبعا ليست ناتجة من علة في الأذنين أبدا.
أحد الوسائل العلاجية التي قد تكون مفيدة هو: جعل نمط الحياة نمطا مسترخيا بقدر المستطاع، ممارسة الرياضة، النوم الكافي مهم جدا، خاصة النوم الليلي المبكر، ممارسة التمارين الاسترخائية، وهنالك من استفاد كثيرا من خلال التواصل أخصائي السمع، يمكن أن يتم نوع من التدريب على كيفية التواؤم والتكيف مع هذه الأصوات، ويكون ذلك بصورة سلوكية وبصورة متدرجة.
هنالك من يستفيد من وضع سماعات معينة أيضا، وهنالك من يلجأ لاستعمال سماعات الأذن في ظروف معينة، وهذه كلها وجدت كوسائل - أو يمكن أن نقول: حيل علاجية - تفيد في بعض الأحيان.
فيا أخي الكريم: يجب أن تلجأ لهذه الوسائل العلاجية، وأعتقد أن أحد مضادات القلق أيضا ربما يفيدك قليلا، تناول عقار بسيط مثل الـ (ديناكست) مثلا بجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهر أو شهرين، يمكن أن يكون مفيدا لك، وبعض الناس يستفيدون من الأدوية المضادة للاكتئاب وللوساوس، مثل عقار (سيرترالين) أو عقار (فافرين)، لكن أنا لا أدعوك حقيقة أن تلجأ لهذه الأدوية في هذا الوقت الحاضر، يمكن أن تجرب الديناكسيت فقط، لكن بقية الأدوية ذكرتها لك فقط بناء على العلم بالشيء ولا الجهل به، وأتمنى لك حياة طيبة، وأتمنى أن تختفي هذه الظاهرة، وأرجو أن تصل لنوع من التواؤم والتكيف معها، وتحاول الطرق التي ذكرناها، وأعتقد أن أخصائي السمع إذا كان شخصا متمكنا وله خبرة كبيرة أنا متأكد أنه سوف يفيدك بحول الله وقوته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.