أعاني من الخوف المرضي، فما العلاج؟

0 23

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصبحت أعاني مؤخرا من الخوف المرضي، حيث أصبح كل جسمي يؤلمني، ذهبت وعملت تحاليل للكبد، وفيتامين (د)، وعملت تخطيط القلب؛ لأنه يؤلمني بعض الأيام، وعملت سكانير على الرأس، وكل شيء جيد، ومع ذلك في بعض الأحيان أشعر بألم في الرأس والقلب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكرياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا طبعا لفت نظري كتابتك لـ (زكرياء) بالهمز، وأنت طبعا من المغرب، وأنتم أهل القراءات ما شاء الله، حفظكم الله تعالى. عموما: رسالتك هذه واضحة جدا وإن كنت لم تذكر فيها تفاصيل كثيرة.

يظهر أن لديك قلق المخاوف من الأمراض كما ذكرت وتفضلت، وهذا نوع من القلق شائع جدا في هذا الزمان، لأن عجلة الحياة أصبحت تدور بسرعة، وكثرت المشاكل، وكثرت الأمراض، وكثر موت الفجاءة، والناس افتقدوا الطمأنينة في أشياء كثيرة، فأصبحت لغة المرض، لغة الجسد، لغة الخوف هي اللغة المتداولة بين بعض الناس، لكن – يا أخي الكريم – الإنسان يفوض أمره إلى الله، ويعتني بصحته، ويتوكل على الله، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ويعلم أن الأعمار بيد الله، وأن لكل أجل كتاب، وأن كل نفس ذائقة الموت، وأن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. هذا هو المفهوم الصحيح، وهو مفهوم سلوكي عظيم، ومن يتفهمه ويتدبره ويأخذ به أعتقد أنه سيكون في أمن وأمان.

أخي الكريم: أنت تحتاج أن تجري فحوصات دورية، بواسطة طبيب تثق فيه كطبيب الأسرة والطبيب الباطني، يمكن أن تراجعه مثلا مرة كل أربعة أشهر، ولا تحتاج إلى أكثر من ذلك، تجرى لك الفحوصات الروتينية، تعرف مستوى السكر، قوة الدم، الدم الأبيض، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، مستوى الدهنيات، مستوى فيتامين (د)، وفيتامين (ب12) ... هذه فحوصات دورية ضرورية وبسيطة جدا، وغير مكلفة.

فحتى تتجنب المخاوف المرضية وتتجنب كذلك التردد على الأطباء يفضل أن تزور طبيبك وحتى وأنت في أحسن حالاتك، من أجل الفحوصات الدورية، هذا مبدأ سليم.

الأمر الثاني: أنا أؤكد لك أن القلب لا يؤلم، القلب في حالات الذبحات يكون الألم الصادر منه من أغشيته وليس من داخله، والناس تشتكي من آلام في الصدر أو وخزات في الصدر وتعتبرها ناتجة من القلب، لا، هذا ليس صحيحا، الآلام والوخزات التي نحس بها في الصدر غالبا هي من التوتر، من القلق، لأن التوتر والقلق النفسي يؤدي إلى توتر عضلي في الجسم، وأكثر عضلات الجسم تأثرا هي عضلات القفص الصدري، لذا كثير من الناس يحسون بالألم ويعتقدون أن ذلك من القلب، والعضلات التي تتأثر أيضا هي عضلات فروة الرأس، لذا الصداع التوتري كثيرا جدا، وعضلات القولون لذا يوجد ما يعرف بالقولون العصبي أو العصابي علة شائعة جدا وسط الناس.

فيا أخي الكريم: حالتك كلها مرتبطة بالقلق.

أريدك أن تركز أيضا على أشياء معينة: الرياضة، الرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، خاصة في مثل عمرك، فيجب أن تقوم ببرنامج رياضي بالتزام، وتعيش الحياة الصحية فيما يتعلق بغذائك، تتجنب السهر، تحرص على النوم الليلي المبكر، تحافظ على الصلاة في وقتها ومع الجماعة، الدعاء، الذكر، تلاوة القرآن، صلة الرحم، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، والاجتهاد في عملك والإبداع فيه.

هذه هي الأسس العلاجية الصحيحة التي تزيل المخاوف المرضية، وأنا حتى أطمئن عليك تماما سأصف لك علاجا دوائيا بسيطا مضادا للمخاوف، الدواء يسمى (سبرالكس) هذا اسمه التجاري، ويسمى علميا (استالوبرام) وربما تجده تحت مسمى تجاري آخر في بلدكم.

أنت محتاج لجرعة صغيرة، وهي: أن تبدأ بنصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – أي تتناول خمسة مليجرام - يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرام (حبة واحدة) يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات