وصية لشاب يعاني فظاظة أبيه وغلظته في معاملته

0 401

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي باختصار مع والدي الذي يعاملني معاملة فظة وغليظة عن بقية إخواني، برغم أنني لم أفعل شيئا يغضبه، حتى إنه إذا غضب على أحد إخواني يشركني في الأمر وإن لم يكن لي ذنب، وهذه المعاملة ليست بالوليدة، ولكنها منذ طفولتي لم أسمع منه الكلمة الطيبة.

مع العلم أني لم أتزوج حتى الآن بسبب أني أصرف عليه وأهلي لكون الحالة المادية صعبة ولأنه عاجز عن العمل، وكلما أتكلم مع والدتي عن هذه المعاملة تقول: أصبر وأنا أمك من أجل أنك إذا تزوجت فعيالك يصبرون عليك.

كما أفيدكم بأني ولله الحمد ملتزم بتعاليم الإسلام وبالسنة المطهرة من إعفاء لحيتي واللباس الشرعي، والمحافظة على كل ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شئوني، أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يعوضك خيرا على فظاظة وغلظة والدك، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: لا أملك أمام هذه الصورة المأساوية إلا أن أقول لك: فصبر جميل عبد الرحمن؛ لأن مقام الأبوة مقام عظيم وشأنه شأن جسيم، حيث أوصى الشارع بالوالدين وصايا متعددة متكررة حتى ولو كانا على غير الإسلام.

وليس أمامي من كلام أقوله لك إلا ما قالته لك والدتك حفظها الله: (اصبر)، وهذه هي وصيتي أيضا: (اصبر الصبر الجميل)، واعلم أخي أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)، ومع الوصية بالصبر أوصيك بالدعاء لوالدك بصلاح حاله وأن يعينه المولى على العدل والإنصاف وأن يوفقه لترك هذه المعاملة التي ستجر عليه الويلات في الدنيا والآخرة.

وختاما: لم أجد لك خيرا من هذه الهدية القرآنية: (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ))[الزمر:10]، فإن أتيحت فرصة -وأعتقد أنها تكررت- أن تسأل الوالد عن سبب هذه القسوة، فإن وجدت جوابا فاصبر وإن لم تجد أيضا فاصبر، والله مع الصابرين.

والله ولي التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات