السؤال
أشعر بالفراغ العاطفي والوحدة، وخصوصا بعد زواج أخواتي، بدأت أحس أن نظرتهم لي قد تغيرت، وأصبحت موضع حديث لزوجة أبي وصديقاتها، خصوصا بعد فشلي عاطفيا أكثر من مرة، فبدأت أخاف أي نوع من العلاقة العاطفية، وتحول إحساسي تجاه كل من أعرفه إلى شعور أخوي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
من الطبيعي جدا أن يتأثر الإنسان وجدانيا وعاطفيا حين يذهب الإخوان والأخوات من المنزل، ولابد للإنسان أيضا أن يغار حين يتزوج الآخرون، وهذه من المشاعر الإنسانية التي نراها مؤقتة وطبيعية، ولكن بالتأكيد يجب على الإنسان أن لا يظل تحت وطأة هذا التفكير لمدة طويلة.
المطلوب والمفروض هو أن تكوني أكثر منطقية في تفكيرك، وأن تستثمري وقتك بصورة صحيحة، وأن تنظري للحياة بمنظار النضوج والمسئولية، وألا تتمسكي بالصغائر، خاصة في علاقتك مع زوجة والدك وصديقاتها، وألا تهتمي كثيرا بما يقال عنك.
أما فيما يخص الفشل العاطفي؛ فالإنسان كثيرا ما يكون عرضة للتجارب التي قد تفشل أو قد تنجح، ولكن كل تجربة يمكن للإنسان أن يستفيد منها، فمهما وجدت السلبيات توجد الإيجابيات أيضا.
مما لا شك فيه أننا نحن هنا في الشبكة الإسلامية من الناحية الشرعية ومن الناحية النفسية لا ننصح ولا نسمح أيضا بأن يتمادى الناس فيما يعرف بعلاقات عاطفية تكون مشبوهة، أو لا تؤدي إلى شيء يستفيد منه الإنسان.
أنت مطالبة بأن تكون لك الكينونة والشخصية التي تجعل الآخرين يتقدمون إليك.
نعرف أن الإنسان قد يحدث له نوع من الميول اللاشعوري، وهذا إن شاء الله لا يؤاخذ عليه الإنسان، كما أنه إلى يؤدي إلا أي نوع من ردود الفعل النفسية السلبية.
عليك النظر إلى المستقبل بقوة وأن تعيشي حاضرك بقوة أيضا وأمل، وأن تكون الرؤية للمستقبل بالقوة المطلوبة أيضا.
التجارب السابقة الماضية يمكن للإنسان أن يستفيد منها لئلا يقع في أخطاء مماثلة كما ذكرت.
أرجو أن تملئي وقتك بما هو مفيد، مثل: الدراسة، والقراءة، والتواصل، والصلاة، وقراءة القرآن، فهذه كلها أشياء جميلة، وأتمنى أن ترتبطي عاطفيا بها، وهذا سوف يساعدك إن شاء الله كثيرا، ويحسن من البناء النفسي لشخصيتك، ويبعدك عن الشعور بالفراغ والضجر.
وبالله التوفيق.