زوجتي على خلاف دائم مع أمي، وأريد الزواج بأخرى

0 42

السؤال

منذ 9 أعوام توفي أبي وترك لنا منزلا خاصا بخلاف بيت الزوجية، وبعده توفي أخي الوحيد، عشت أنا وأمي في منزل الزوجية، ومن وقت لآخر نذهب إلى المنزل الخاص لنقضي فيه بعض الوقت إلى أن تزوجت منذ 3 أعوام، وانتقلت إلى بيت جديد بجوار بيت أمي.

كنت أتخيل في بداية زواجي أنه سيكون هناك علاقة طيبة بين زوجتي وأمي، وخصوصا أن أمي ليس لها بعد الله غيرنا، وكنت أتمنى أن نذهب أنا وأمي وزوجتي إلى المنزل الخاص، وهو مكون من طابقين لنعيش فيه سويا وكل واحدة منهم يكون لها طابق خاص بها، ولكن زوجتي منذ البداية بدأت تتعامل مع أمي بأسلوب غير لائق ولا تحترم فارق السن بينهم وتعاملها بالمثل وترد عليها كل كلمة، وتطور الأمر إلى أن أصبحت أمي لا تحبها، وأنا أيضا أصبحت أنفر منها بسبب ذلك الأمر، ومع ذلك حاولت كثيرا أن أصلح بينهم بل أكثر من ذلك، كنت أترجى زوجتي أن تتعامل مع أمي بأسلوب لائق وأن تراعي سنها ولا ترد عليها بهذه الطريقة، ولكن دون جدوى!

وعندما نذهب لنقضي يومين في المنزل الخاص لا بد من حدوث مشكلة، وزوجتي تقول لي: أنها تذهب إلى هناك فقط لكي يستمتع ابني بحديقة المنزل وهي لا تريد أن تجتمع مع أمي فى مكان واحد، بالرغم من أن هناك أمي هي التي تخدم زوجتي من إعداد الطعام ولوازم البيت على عكس المفترض، لا شك أن لزوجتي مميزات ولا شك أن لأمي عيوب.

أنا أفكر الآن في أن أعرض على أمي أن أتزوج من زوجة ثانية على أن تعيش مع أمي بالمنزل الخاص وتبقى زوجتي الأولى في منزلها، ولكني على يقين أن زوجتي ستطلب الطلاق إذا علمت هذا، وأنا لا أريد تطليقها، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.

نحن نشكر لك أولا كرم أخلاقك وحسن تعاملك وصبرك على زوجتك، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحسن في إسلامك. كما نشكر لك حرصك على البر بأمك والإحسان إليها، وهذه من أجل الطاعات وأكبر الأعمال التي تقربك إلى الله وتنفعك في الدار الآخرة.

ومما ينبغي أن تعلمه – أيها الحبيب – أن تعلم حدود الحقوق، فالزوجة وإن كان ينبغي لها أن تكون حسنة المعاشرة لأمك، وهذا جزء من حسن العشرة معك، ومما يعينك على إصلاح أحوالك وصلاح ذريتك، أن تكون محسنة إلى أمك – الزوجة ينبغي لها أن تقوم بهذا الدور، وهذا على جهة الاستحسان والاستحباب. وقد أحسنت حينما طلبت منها أن تحسن معاملتها لأمك، وتلطفت بها في هذا الطلب، ورجوتها، ونوصيك بأن تزيد الأمر محاولة أخرى، فتعظها بأن الزوجة مأمورة بمحاسنة أقارب الزوج على جهة الاستحباب لحقوق الإسلام العامة أولا التي توجب على المسلم أن يقول للناس حسنا، ولأنهم أقارب الزوج، فهو جزء من الإحسان إلى الزوج أيضا.

ولكن ينبغي أن تعلم في الوقت ذاته أن من حق الزوجة عليك أن تسكن في سكن مستقل عن أهلك، وأنه لا يلزمها أن تقوم بخدمة أمك من حيث اللزوم الشرعي.

هذه حدود الحقوق، ومن حقك أنت أن تتزوج بامرأة أخرى ما دمت قادرا على تحمل أعباء الزواج وقادرا على العدل بين الزوجتين، وليس من حق زوجتك أن تعترض على ذلك، ونحن ننصحك بأن تبدأ أولا بمحاولة إصلاح أحوال زوجتك هذه، وأن تخبرها بأنك قد تضطر إلى أن تتزوج بامرأة أخرى، فلعل ذلك يكون دافعا لها لإحسان معاملتها، ورجوعها عن بعض ما تفعله مما لا ينبغي أن تفعله.

فإن رأيت أنه لا حيلة إلا الزواج فنصيحتنا لك أن تقارن بين المصالح التي ستحصل من هذا الزواج، وبين ما قد ينشأ على ذلك من مفاسد، فهدم البيت الأول وتضييع الأطفال وتعريضهم للشتات أو للعيش متفرقين أو غير ذلك من المفاسد، كل ذلك ينبغي أن يأخذ منك حقه في الحسبان، وأن تقدره حق قدره، وبإمكانك أن تقوم بحق أمك بغير زواج، إذا رأيت في تزوجك مفاسد ستجلبها على أولادك وعلى أسرتك.

لا نستطيع أن نقول لك قولا فصلا لأن هذا أمر يحتاج إلى دراسة الواقع الذي أنت فيه، فتشاور العقلاء من أقاربك وأهلك، فإذا رأيت أنه لا مفسدة ستترتب على أسرتك وعلى أولادك من الزواج بأخرى، فالزواج بالثانية مما شرعه الله تعالى لك وأباحه ما دمت قادرا عليه.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات