السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا أرسل لكم لأستفسر عن دواء تم صرفه لزوجي، لأنه في الفترة الأخيرة منذ شهر تقريبا كان يعاني من الأرق بقلة النوم، وشعور بعدم الراحة.
صرف له الطبيب دواء يتناوله مساء لمدة شهر ثم يتركه، وهو علاج lexotanil ٣ ملغ.
أنا قرأت عن هذا الدواء، وأنه إدماني، وخفت على زوجي، ما رأيكم؟ أرجو منكم نصيحتي بكل شفافية، هل يستمر على هذا الدواء أم أنه إدماني وله أعراض جانبية؟
أرجو منكم -بارك الله فيكم ونفع بعلمكم- إذا كان الدواء مضرا ما هو البديل المناسب له؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تاج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى الاهتمام بشأن زوجك الكريم، الذي أسأل الله له العافية.
أختي الكريمة: لا بد أن يعرف سبب الأرق وقلة النوم، هنالك أسباب كثيرة جدا منها القلق ومنها التوترات النفسية، ومنها عدم القدرة على التكيف، الاكتئاب النفسي، التدخين، أشياء كثيرة جدا قد تكون هي السبب في الأرق.
بعض الناس أصلا ليس لديهم اهتمام بصحتهم النومية، مثلا تجده ساهرا يوما وفي يوم آخر ينام مبكرا، ينام في أثناء النهار، تدخين، عدم ممارسة رياضة، شرب الشاي والقهوة بكثرة في الليل، هذا قطعا – أختي الكريمة – يضر بالصحة النومية عند الإنسان، والإنسان لديه ساعة بيولوجية يجب أن ترتب على أسس صحيحة.
طبعا لا أقصد زوجك الكريم، لكن هذا بصفة عامة، أن مجرد عدم الاهتمام بالصحة النفسية قد يؤدي إلى الأرق والتوترات.
إذا يجب أن يحدد سبب الأرق لدى زوجك الكريم، هل هناك قلق؟ هل هناك توتر؟ هل، هل، ... هذه كلها أسئلة مطروحة، وكل شيء له علاج.
القلق مثلا نعالجه عن طريق تمارين الاسترخاء، والتفكير الإيجابي، والاستغراق العقلي الذهني الإيجابي، ممارسة الرياضة، توجيه القلق ليصبح من قلق سلبي إلى قلق إيجابي، وبالنسبة للاكتئاب النفسي أيضا توجد أدوية رائعة ممتازة تحسن النوم وفي ذات الوقت تزيل الاكتئاب ... وهكذا.
إذا لا بد أن يحدد السبب، وهذا قطعا سيكون فيه نفع كبير لزوجك الكريم.
بالنسبة لعقار (لوكستونيل Lexotanil): اللوكستونيل يسمى علميا (برومازيبام)، هو دواء ينتمي لفصيلة من الأدوية تسمى الـ (نزوديزبينات benzodiazepines) وعلى رأسها يأتي الدواء المشهور الذي يسمى (فاليوم Valium).
هذا الدواء – اللوكستونيل - دواء رائع جدا لعلاج القلق والتوتر النفسي، كما أنه يحسن النوم بصورة ممتازة، لكن بشرط أن يستعمله الإنسان برشد، لأن الدواء بالفعل تعودي، وقد يصل لمرحلة الإدمانية.
هذا الدواء أيضا من خصائصه الظاهرة التي تسمى بالإطاقة، أو التحمل، بمعنى أن الإنسان إذا استعمله لفترة معينة – مثلا أكثر من شهرين – سيفقد الدواء فعاليته، ويحتاج الإنسان أن يزيد الجرعة ويضاعفها مرات ومرات ليتحصل على نفس النتيجة السابقة، وهذا هو السر في الإدمان والتعود على هذه الأدوية.
استعمال الدواء لفترة قصيرة لا بأس في ذلك، لكن يجب أن يكون بحذر، وأنا أرى أن جرعة الثلاثة مليجرام ليلا قد تكون كبيرة نسبيا.
أنا حين أضطر لاستعمال هذا الدواء غالبا ألجأ إلى واحد ونصف مليجرام ليلا لمدة أسبوع مثلا، ثم ترفع - إذا كانت هناك حاجة - لثلاثة مليجرام ليلا لمدة أسبوع آخر، ثم تخفض إلى واحد مليجرام ونصف مليجرام ليلا لمدة أسبوع، ثم واحد ونصف مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوع، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
يعني: أنا لا أصفه أكثر من أربعة أسابيع، ونادرا ما أصف هذه المجموعة من الأدوية، لأنه كما ذكرت لك -الحمد لله تعالى- الآن بأيدينا أدوية تعالج القلق وتعالج الاكتئاب وتحسن النوم، مثلا: عقار (إميتربتالين Amitriptyline) من الأدوية القديمة لكنه ممتاز، دواء مضاد للقلق وللاكتئاب، ويحسن النوم وليس إدمانيا، دواء مثل الـ (ريميرون Remeron) ممتاز، رائع، عقار آخر يسمى (كويتيابين Quetiapine).
إذا المجالات كثيرة لتناول دواء سليم وصحيح وغير إدماني وغير تعودي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.